الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطوفان والفلك
بالإيمان نوح لما أُوحيَ إليه عن أمورٍ لم تُرَ بعد خاف، فبنى فلكًا لخلاص بيته ( عب 11: 7 )
لقد كان نوح آخر حلقات القدامى، والذي وصل عمره إلى خمسمائة سنة، كان جميع القدامى قد طواهم الموت. وعند مولده تنبأ عنه أبوه لامك هذه النبوءة التي تمت بحذافيرها «هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قِبَل الأرض التي لعنها الرب» ( تك 5: 29 ). فهوذا كلمة الله في سفر التكوين تقول: «وفسدت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلمًا. ورأى الله الأرض فإذ هي قد فسدت، إذ كان كل بشرٍ قد أفسد طريقه على الأرض» ( تك 6: 11 ، 12). ولكنه تعالى لا يترك نفسه بلا شاهد. ففي وسط الفساد والظلم أبقى لنفسه شخصًا واحدًا، قال له: «إياك رأيتُ بارًا لديَّ في هذا الجيل» ( تك 7: 1 )، فاتخذه موضع سره قائلاً: «نهاية كل بشرٍ قد أتت أمامي، لأن الأرض قد امتلأت ظلمًا منهم. فها أنا مُهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فلكًا من خشب جفر» ( تك 6: 13 ، !4). هذا تفسير القول: «لما أُوحيَ إليه عن أمورٍ لم تَُرَ بعد». فماذا كان موقفه؟ هنا تجلى نوع إيمانه «الإيقان بأمورٍ لا تُرى». وإذ تيقن خاف الله واتقاه. فأخذ يعد العدّة لبناء الفُلك كما أمره الله.

وإذ نتقدم خطوة في سفر التكوين نقرأ القول: «ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفُلك» ( تك 7: 1 ). إن كلمة «ادخل» هي بالإنجليزية “Come in” وهو تعبير ينطق به واحد من داخل الفُلك يرحب بواحد يقرع الباب، كأن الرب في داخل الفُلك ويرحب بعبده وأسرته وحيواناته.

أيها الصديق المتردد الخطوات، تعال سريعًا إلى المخلِّص الكريم الذي يدعوك «ادخل»، وانظر ألا تزدري بالدعوة لئلا تغوص تحت مياه الطوفان. ولئن كان الرب قديمًا قد وعد بعدم إرسال طوفان آخر، فإن الكلمة التي أرسلت الطوفان المائي هي عينها التي تحفظ «السماوات والأرض الكائنة الآن ... للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار» ( 2بط 3: 7 ). فهل ترضى أن تندمج في قائمة «الناس الفجار»؟

يا عزيزي القارئ: اسمع قول أحد رُسل الإنجيل «لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» ( رو 1: 18 )، واحذر حيلة العدو الذي يقول لك: ”الله رحيم ويحب الرحمة. كلا يا عزيزي، فأنت ترحم نفسك وإذ تستودع نفسك للإله الرحيم، حينئذٍ تتمتع بالرحمة.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net