الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساعي بالوشاية
الساعي بالوشاية يُفشي السر، والأمين الروح يكتم الأمر ( أم 11: 13 )
إن الوشاية، أو نقل المذَّمة، حتى وإن كانت صحيحة، أمر بالغ الأذى. فإذا كانت هنالك غلطة، فإن إنذار المحبة بينك وبين أخيك وحدكما، وكتمان الغلطة عن الآخرين جميعًا، هو التصرف الذي يطابق فكر الله.

وبهذه المناسبة نجد في خروج37: 17- 24 أنه من بين القطع اللازمة للمنارة، ما أعدَّه موسى بحسب أمر الرب، حيث «صنَع سُرُجها سبعة، ومَلاقطها من ذهب نقي» (ع23). وهنا نجد أشياء ذات قيمة عظيمة وخطيرة.

فما من سراج يبقى مشتعلاً طويلاً بدون استخدام الملاقط. ولقد كانت الملاقط مصنوعة «من الذهب»، وهو المعدن الذي يرمز للمجد الإلهي، ويُشير أيضًا إلى البر الكامل. وقد يحدث أن واحدًا من قديسي الله يفقد نضارته، ولا يعود يضيء لامعًا لله، كما كان من قبل. والكاهن، ومعه الملاقط الذهبية، هو الذي عُهدت إليه هذه العملية الدقيقة الشاقة؛ عملية ”تنفيض السُرُج“. «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلةٍ ما، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا» ( غل 6: 1 ). وبهذه الطريقة تتم عملية ”التنفيض“ بحسب فكر الله، ويعود نور الأخ يُضيء مرةً أخرى، وبأكثر لمعان.

ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل نذيع للملأ غلطة الأخ ونجعلها موضوع مناقشة عامة؟ اسمع يا أخي: في أيام المنارة لم تكن هناك ملاقط فقط، بل كانت هناك «منافض» (أي أواني يُلقى فيها رماد السُرُج). وكانت هذه المنافض من ذهب أيضًا! فكان على الكاهن أن يُلقي في هذه المنافض الذهبية تلك القطع السوداء القذرة التي كان قد أزالها من الفتيلة. ولو أنه جال ينثر الرماد على ملابس رفقائه الكهنة، الملابس النظيفة، فإنه يعمل على تدنيسها. إنما الواجب أن تُستر تلك القذارة وتبقى في المنافض.

ألا نعثر في هذا كلنا مرارًا كثيرة؟ كم من الحزن والألم كان يمكن أن يُعفى منهما الكثيرون بين الجماعات، لو أن الكهنة استخدموا المنافض! فإننا في جانب نسمع عن خصومات وانشقاقات بسبب النميمة، والعجيب أننا على استعداد دائمًا لأن نصغي إلى ما نعلم أنه يُدنس. ليت بيننا كثيرون يستطيعون بشجاعة مواجهة الواشي الذي يقصد أن يدنِّس ثياب كهنة الله القديسين البيضاء الناصعة كالثلج ( أم 25: 23 ).

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net