الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة محبة
فاضَ قلبي بكلامٍ صالح. متكلمٌ أنا بإنشائي للملك. لساني قلمُ كاتبٍ ماهرٍ. أنت أبرعُ جمالاً من بني البشر ( مز 45: 1 ، 2)
«فاضَ قلبي بكلامٍ صالح». متى يفيض القلب؟ عندما يمتلئ «كأسي ريًا». في إنجيل يوحنا نجد طريقتين للتعبير عن الفيضان: في يوحنا4: الانشغال بشخص الرب «ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» لأن «الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له»، هذا هو السجود. أما في يوحنا7 فنقرأ «تجري من بطنه أنهار ماءٍ حي»، وهنا الروح القدس كقوة للشهادة. وهذا ما نجده في نشيده حيث تقول العروس «أحلفكّن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبي أن تُخبرنَهُ بأني مريضةٌ حبًا»، وبعد ذلك فاض قلبها بالكلام الصالح عنه ( نش 5: 8 - 16)، «مستعدين دائمًا لمجاوبة كل مَنْ يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم» ( 1بط 3: 15 ).

«متكلمٌ أنا بإنشائي للملك». «إنشائي» معناها ”ما ألَّفته أنا وتعبيري الشخصي عن هذا الملك“. إنني لم أستَعِر كلمات شخص آخر للحديث عن شخص الملك، بل هذا تعبيري أنا. أحيانًا نستعير تعبيرات الآخرين أو صلواتهم. لكن هل ما قالوه عن الرب يعبِّر عما في قلبي أنا من جهته؟ عندما أرنم ترنيمة فيها تكريس وحب للرب: هذا ما عبَّر به المرنم. لكن هل يا تُرى نفس الترنيمة تُعبِّر عن مشاعري أنا نحو الرب؟!

«لساني قلَمُ كاتبٍ ماهرٍ». مَن هو هذا الكاتب الماهر؟ إنه الروح القدس، «ذاك يمجدني» ( يو 16: 14 ). إنه خير كاتب يُمجد ويعظم الرب. عندما يمتلئ القلب بالروح القدس نستطيع أن نُصيغ قصائد محبة لشخص الرب. هل لساني طيِّع في يد الكاتب الماهر؟ هل نتكلم بطلاقة عنه ونعبِّر عما يُنشئه الروح القدس فينا؟

«أنت أبرع جمالاً من بني البشر». في ع1 يتكلم المرنم عن الرب في صيغة الغائب، أما في ع2 فيكلِّمه في صيغة المُخاطَب. في ع1 يفكر في الرب وحالما بدأ يفكر ويتأمل فيه، حضر الرب أمامه فبدأ يتكلم معه. وفي يوحنا14 نقرأ «الذي عنده وصاياي ويحفظها ... أُظهر له ذاتي» وأيضًا «إن أحبني أحد ... يحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً» ( يو 14: 21 ، 23). وتلميذا عمواس كانا يتحدثان عنه وعندئذٍ اقترب إليهما يسوع نفسه وابتدأ يفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو24). وكذلك في نشيد1: 2 تقول العروس: «ليقبِّلني بقُبلات فمه»، والرب غائب عنها، ولكن عندما حنَّت واشتاقت إلى قُبلات فمه، صار الرب في الحال حقيقة واقعة أمامها فأردفت: «لأن حبك أطيب من الخمر».

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net