الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسكننا السمائي
لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناءٌ من الله، بيت غير مصنوع بيدٍ، أبدي ( 2كو 5: 1 )
في 2كورنثوس5: 1 يتحدث الرسول عن جسدنا الحاضر المائت باعتباره بيت خيمتنا الأرضي. فالخيمة ليست مسكنًا دائمًا، بل مسكن منقول يحمله المرتحلون والمسافرون. والموت يتكلم عنه الرسول باعتباره انحلالاً لهذه الخيمة التي تُنقَض (تُهدم أو تُنزَع) عند الوفاة. فالجسد يدخل القبر، أما الروح والنفس، بالنسبة للمؤمن، فتذهبان لتكونا مع الرب.

ويفتتح الرسول الأصحاح مُثبتًا أنه إن نُقض بيت خيمته الأرضي، فهو يعلم على وجه اليقين أن له بناء من الله، بيتًا غير مصنوع بيد، أبديًا في السماوات. ولاحظ التمييز بين الخيمة والبناء. فالخيمة المؤقتة تُفكَّك، لكن بيتًا أبديًا جديدًا ودائمًا ينتظر المؤمن في السماوات. وهذا بناء من الله، بمعنى أن الله هو الذي يعطينا إياه.

وفوق ذلك، هو بيت غير مصنوع بيد. ولماذا يقول الرسول ذلك ما دامت أجسادنا الحاضرة هي الأخرى غير مصنوعة بيد؟ لماذا التأكيد أن أجسادنا المستقبلية الممجَّدة لن تُصنع بيد؟ الجواب هو أن التعبير «غير مصنوع بيدٍ» يعني ”ليس من هذه الخليقة“. وهذا ما تؤكده رسالة العبرانيين9: 11 «وأما المسيح، وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الأعظم والأكمل، غير المصنوع بيدٍ، أي الذي ليس من هذه الخليقة». إذًا، ما يقوله الرسول في 2كورنثوس5: 1 هو أنه بينما أجسادنا الحاضرة مصنوعة بشكل يناسب الحياة على الأرض، فإن أجسادنا المستقبلية الممجَّدة لن تكون من هذه الخليقة. فإنها ستُصنع بالشكل الذي يناسب الحياة في السماء.

ويوصف جسد المؤمن المستقبلي أيضًا بأنه في السماوات، أبدي. ومعنى ذلك أنه لن يكون بعد الآن خاضعًا للمرض والتلَف والموت، بل يكون قادرًا على البقاء إلى الأبد في موطننا السماوي.

قد يُفهم من هذا العدد أن المؤمن يأخذ هذا البناء لحظة وفاته، لكن الأمر ليس كذلك. فهو لن يأخذ هذا الجسد الممجد إلا عندما يعود المسيح لأجل الكنيسة ( 1تس 4: 13 - 18). وما يحدث للمؤمن هو أنه عند الموت تذهب روح المؤمن ونفسه لتكونا مع المسيح حيث يتمتع المؤمن، واعيًا، بأمجاد السماء. إن جسده يوضع في القبر. ولكن عند عودة الرب، يُقام التراب من القبر ويصنع منه الله من جديد جسدًا ممجدًا يتحد ثانية بروح المؤمن ونفسه.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net