الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بماذا أعلم أني أرثها؟
فقال (أبرام): أيها السيد الرب، بماذا أعلم أني أرثها؟ فقال له: خُذ لي عِجلة ثُلاثية، وعنزة ثُلاثية، وكبشًا ثُلاثيًا، ويمامة وحمامة ( تك 15: 8 ، 9)
في تكوين15 يسأل أبرام قائلاً: «أيها السيد الرب، ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا، ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟». وجواب هذا السؤال نجده في رومية8: 32 «الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يَهَبنا أيضًا معه كل شيء؟».

ولأن المسيح، تبارك اسمه، هو جواب الله على كل سؤال، فإزاء سؤال أبرام لله: «بماذا أعلم أني أرثها؟»، كان المسيح في ذبيحته هو جواب الله على هذا السؤال، فقال الرب لأبرام: «خُذ لي»، وليس ”خُذ لك“ «عجلة ثُلاثية، وعنزة ثُلاثية، وكبشًا ثُلاثيًا، ويمامة وحمامة»:

عِجلة ثُلاثية: فالثور يُشير إلى المسيح الخادم والعامل بصبر «لا تَكُم ثورًا دَارِسًا» ( 1كو 9: 9 ). والمسيح جاء لا لكي يُخدَم، بل لكي يَخدِم ويبذل نفسه فديةً عن كثيرين ( مر 10: 45 ). أما كونها أُنثى، فهذا إشارة إلى الخضوع «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُرِرت» (مز40).

عنزة ثُلاثية: الأنثى أيضًا رمز للخضوع. أما الجِداء فصورة للخطاة ( مت 25: 33 ، 41). والمسيح أخذ مكان الخطاة «البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله» ( 1بط 3: 18 ).

كبشًا ثُلاثيًا: وليس حَمَلاً ـ أي كامل النضوج. والذَكَر يُشير إلى القوة. وفي تكوين22: 13 نقرأ عن «كبشٌ مُمسَكًا في الغابة بقرنيه»؛ صورة للخضوع ولكنه خضوع القوة. لقد خضع بمحض إرادته «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطانٌ أن أضعَها ولي سلطان أن آخذها أيضًا» ( يو 10: 18 ).

يمامة وحمامة: صورة للمسيح السماوي: «الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع» ( يو 3: 31 ). ونلاحظ أنه في الذبائح السابقة تحدد السن بثلاث سنين، إشارة للمسيح كإنسان، أما كونه السماوي (الطيور) فلا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. والمسيح كإنسان كانت له سلسلة نَسَب، أما باعتباره السماوي ابن الله، فإن «مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» ( مي 5: 2 ).

«فنزلت الجوارح على الجُثث، وكان أبرام يزجرها». والجوارح تُشير إلى الشيطان الذي يريد أن ينال من عمل المسيح بالتعاليم الشريرة الفاسدة. وكان أبرام يزجر الطيور، حارسًا الذبيحة من أن تُمتهن كرامتها مثل بولس الذي قال «لأني موضوع لحماية الإنجيل» ( في 1: 17 ). فقد كان الرسول جنديًا جسورًا في الدفاع عن الحق، وليتنا نحن أيضًا نكون كذلك.

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net