الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 5 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهديني إلى سُبل البر
لا تخف! من الآن تكون تصطاد الناس! ( لو 5: 10 ) وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك ( لو 22: 32 )
أ تحبني؟ ... ارعَ خرافي ... ارعَ غنمي ( يو 21: 15 - 17)
ربما البعض يقول لنا إنه إذا سقط إنسان فلا يمكن أن يسترد مركزه، ومما لا شك فيه أننا أمام العدل يجب أن نحصد ما نزرع، ولكن النعمة هي شيء خلاف ذلك، فالعدل قد طرد آدم من الجنة ولم يُرجعه إليها بتاتًا، ولكن النعمة نادت بنسل المرأة المنتصر. العدل منع موسى من دخول كنعان، ولكن النعمة قادته إلى رأس الفسجة. العدل سلَّط سيفًا مسلولاً باستمرار على بيت داود، ولكن النعمة جعلت من ابن بثشبع أحكم وأغنى ملك من ملوك إسرائيل. ويجب أن لا يغرب عن ذهننا هذا الفرق، فالخلط بين العدل والنعمة معناه ارتكاب غلطة خطيرة للغاية حقًا.

وبالنسبة لِما حدث مع سمعان بطرس بعد إنكاره المُشين لسيده وقت المحاكمة، فنحن لا نراه فقط راجعًا إلى عمله الذي دُعيَ له أولاً ليكون صيادًا للناس، ولكن إلى شيء أسمى وأعظم، لأن «ارعَ خرافي ... ارعَ غنمي» كانت المأمورية الجديدة التي كُلِّف بها ذلك الشخص الذي أنكر سيده بحَلف. أَ ليس هذا شيء أعظم من ”اصطياد الناس“؟ «وأنتَ متى رجعت ثبِّت إخوتك» ( لو 22: 32 )، هل يوجد شيء في طريق الخدمة أسمى من رعاية الغنم وإطعام الخراف وتثبيت الإخوة؟!

إنه لا يوجد شيء في هذا العالم أقرب وأعز لقلب ربنا يسوع من غنمه ومن خرافه ومن إخوته، ومن ثم لم يكن في إمكانه أن يعطي سمعان بطرس برهانًا على ثقته فيه أقوى وأشد تأثيرًا من استيداعه أعز أغراض قلبه الرءوف ومحبته العميقة.

ولاحظ بعد ذلك الكلمات الختامية لبطرس: «الحق الحق أقول لك: لما كنت أكثر حداثةً كنت تُمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء؛ ولكن متى شخت فإنكَ تمد يديك وآخر يُمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مُشيرًا إلى أية مِيتة كان مزمعًا أن يمجد الله بها. ولما قال هذا، قال له: اتبعني» ( يو 21: 18 ، 19). ما أعظم وأمجد هذه الكلمات، مَن يستطيع أن يسبِر غورها ويقيس قوتها وأهميتها؟ وأي فرق بين سمعان وهو «أكثر حداثةً» نشطًا متهورًا، كثير الغَلَط، مفتخرًا واثقًا بذاته، وبين بطرس «شيخًا» خاضعًا وديعًا، مُسالمًا مصلوبًا! وأي فرق بين رجل يمشي حيث يشاء، وبين رجل يتبع سيده مرفوضًا في طريق الصليب المُظلمة الضيقة التي تؤدي إلى المجد الأبدي.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net