الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 31 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خاطئة في بيت فريسي
فدخل بيت الفريسي واتكأ. وإذا امرأةٌ في المدينة كانت خاطئة، إذ علمت أنه مُتكئ في بيت الفريسي، جاءت بقارورة طيبٍ ( لو 7: 36 ، 37)
إن الشخص الوحيد الذي رحّب بالرب يسوع في بيت الفريسي لم يكن هو الفريسي. فلم يكن هناك في ذلك البيت مَن يقدِّر ابن الله الذي أتى من السماء إلا امرأة كانت مشهورة في المدينة بأنها امرأة خاطئة «امرأةٌ في المدينة كانت خاطئة» وإذ علمت أنه مُتكئٌ في بيت سمعان الفريسي، جاءت بقارورة طيبٍ، ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تغسل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها، وتقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب.

لقد كانت فيه جاذبية خاصة للخطاة المساكين! إن كان هناك مكان يجب على المرأة أن تتجنبه، فهو بكل تأكيد بيت ذلك الفريسي. ولكن ما دام المسيح هناك، فهذا يكفي لأن يتغير طابع ذلك المكان على الفور. فوجوده حتى في بيت فريسي، يُعطي الشجاعة للخاطئ أن يوجد هو أيضًا هناك!!

وما أعجب النعمة أيها الأحباء! إنها تغيِّر كل أفكارنا وكل علاقاتنا بالنسبة لله عندما ندرك حقيقتها! أين هو الإنسان الذي يستطيع أن يقول بعد حياة طويلة في خدمة الله: ”إني أستطيع أن أواجه الله بلا خوف، كنتيجة لخدمتي هذه“؟ ومَنْ ذا الذي لا يرتعب من محضر الله؟ ولكننا نرى هنا امرأة خاطئة غير مُرتعبة وهي في محضره. نرى هنا امرأة تتشجع لمجرد وجوده في ذلك المكان وأصبح لها الجرأة في أن تدنو منه حتى لو كان ذلك في بيت فريسي، وبدون سابق دعوة لها.  وعلاوة على ذلك فلا نقرأ أن الرب وجّه إليها كلمة تأنيب واحدة. لقد أدركت كل ما فيه من نعمة لامرأة في مثل حالتها وأمسكت به بكل إيمان قلبها دون أن تسأله شيئًا بصوتٍ مسموع.

وعلى قدر معرفتنا مما ورد في الكتاب، لم يوجّه الرب لها كلمة واحدة حتى الآن. فإما أنها قد سبق أن سمعت بنفسها كلمات النعمة التي كانت تخرج من فمه باستمرار، ورأت أعمال المحبة التي بها برهن على صدق كلماته، أو أنها فقط قد سمعت عنه من الآخرين. فالكلمات التي ترددت على ألسنة ـ ربما غير المؤمنين به ـ والقصص التي ربما لم تترك في قلب مَنْ رواها إلا الدهشة والعَجَب، دخلت عميقًا في نفسها لتكون سبب بركة أبدية لها. وعلى أي حال، فالإيمان جعلها تدرك أن سداد حاجتها عنده، ووجدت فيه ما أقنعها أنه لها وهي له. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

ف.و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net