الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الوطن الحبيب
وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت ( رؤ 21: 4 )
يوحنا بنيان في ”سياحة المسيحي“ يصف آخر محطات الراحة في هذه السياحة بأن سمَّاها «أرض بعولة» ( إش 62: 4 )، شمسها تضيء نهارًا وليلاً، وهؤاؤها مُعطر لطيف. تطوف بنواحيها أنغام ساحرة، ويتفتح فيها الزهر كل يوم. هذه الأوصاف الجميلة كان يقرأها واحد من رجال الله قُبيل رقاده بأسابيع قليلة، فقال قبل وفاته: ”لقد عشت هذه الأسابيع القليلة في تلك الأرض الحبيبة. كنت واحدًا من سكانها السعداء، مناظرها ملأت نواظري، وأشرقت أمجادها في خاطري، ونسيمها الرقيق المُعطر أنعش نفسي، وسَرَت روحها في قلبي مع الأنفاس. والآن لا يفصلني عنها سوى نهر الموت الذي يبدو أمامي كجدول صغير، فما هي إلا خطوة واحدة وأعبره عندما يشاء الله“.

وماذا نقول عن هذه المدينة ذاتها؟ من المستحيل أن نصف كنه الحياة في عالم آخر. والسماء التي هي ميراثنا العتيد توصف في لغة الأرض بالمُباينات، أي بأوصاف تتعارض وتتنافر مع طبيعة الأمور التي تستكدنا وتقسو علينا هنا في الأرض. نحن هنا نعرف الألم، ونختبر الحزن، ونذرف الدمع، ويكتنفنا الظلام، ونرقد بالموت. وهذه جميعها لا تُعرف في السماء، فيُقال أن الله سوف يمسح كل الدموع، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع ولا أنين «لأن الأمور الأولى قد مضت» ( رؤ 21: 4 ). وهكذا قيل عن ميراثنا من جهة كنهه هو لا يفنى، ومن جهة ثباته هو لا يضمحل ( 1بط 1: 3 - 5). وفي سفر الرؤيا22: 3- 5 نقرأ عن كمالات سُباعية لهذا الوطن الحبيب. هناك نقرأ عن هذا الجمال، وهذه هي العبارات:

1ـ كمال انعدام الخطية: «ولا تكون لعنة ما في ما بعد».

2ـ كمال النظام والترتيب تحت سيادة الله: «وعرش الله والخروف يكون فيها».

3ـ كمال الخدمة: «وعبيده يخدمونه».

4ـ كمال الرؤية والبصيرة: «وهم سينظرون وجهه».

5ـ كمال المُشابهة للرب: «واسمه على جباههم».

6ـ كمال شمولة البركة: «ولا يكون ليلٌ هناك».

7ـ كمال المجد: «وهم سيملكون إلى أبد الآبدين».

هنري دربانفيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net