الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعامة والنسر
النعامة .. تترك بيضها وتحميه في التراب. ( أي 39: 13 ، 14)
النسر .. يُعلِّي وكره. يسكن الصخر ويبيت على سن الصخر والمعقل ( أي 39: 27 ، 28)
يلفت انتباهنا في أيوب39: 13- 18 نقص الحكمة كما تشرحها النعامة. فشكلها يبدو كطائر دون أن تكون لها قوة أن ترتفع عن الأرض وتطير. فعندما تتعرض الطيور للأذى، فإنها تطير لتختبئ في ملاجئها، إلا أن هذه النعامة تخفي رأسها في الرمل. ألا تصوِّر لنا أمثال المعترفين الاسميين بالمسيحية الذين «لهم صورة التقوى» ولكنهم في حياتهم العملية «مُنكرون قوتها»، وعندما تعترضهم مسألة الدينونة الأبدية المُسلَّطة عليهم، فسرعان ما يهربون من مواجهتها بالاستغراق في الأمور الأرضية، وتعبر عليهم الأيام وهم يؤجّلون التوبة والرجوع، ورؤوسهم يخفونها في رمال السنين، ولا أحد منهم يرى الأمور من زاوية الله، بل من الزاوية البشرية.

والنعامة لا تستخدم جناحيها وريشها لحماية فراخها والعناية بها، بل إنها في واقع الأمر لا تكترث ببيضها «لأنها تترك بيضها وتحميه في التراب» ولا تخاف عليه، كذلك الذين لا يعرفون مخافة الله مع أنها رأس الحكمة، ويرفضون الاعتراف بمسؤوليتهم أمام الله تجاه أنفسهم وأيضًا تجاه صغارهم. إن مثل هؤلاء يبنون بيوتهم على الرمل وسرعان ما تهب العواصف عليهم، وعندئذٍ يتبين أنه «باطلٌ تعبها بلا أسفٍ». إنهم يتركون أولادهم في «التراب» لخطر الدمار من سلوك الأشرار الذين يجتازون الطريق، أو من التعاليم المُخادعة الخبيثة التي يبثها ذاك الذي «يجول ملتمسًا مَن يبتلعه».

ولكن في أيوب39: 27، 28 نجد النسر وقد منحه الله حكمة، كمثال لأولاد الله الحقيقيين. فالنسر لديه المقدرة أن يترك الأرض ويرى الأشياء من قمم عالية، وبمنظار إلهي «يسكن الصخر ويبيت على سن الصخر والمعقَل». والبيت المبني على الصخر يثبت، ومن دوائر عالية «تُبصره عيناه من بعيد». لذلك يسبق ويرى الشر ويجهز نفسه لمواجهته. والنسر لا يتغذى على الجيف بل على القتلى أي على ما يُذبح. إن موت آخر يمنح الحياة له ولذريته. ولقد قال الرب يسوع: «من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير» ( يو 6: 54 ).

والذين يقدّرون قيمة الذي ذُبح لأجلهم وسفك دمه عنهم، ويثبتون في الصخرة حيث يبني المسيح كنيسته، هم الذين بنعمته يعيشون حياة مقدسة، ويتبعون خطواته بالانفصال عن كل تأثيرات العالم.

ثروت فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net