الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطريق ونهايتها
الحق أقول لكم: إن مِن القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته ( مت 16: 28 )
إن الرب لا يضع أقدام القديسين في الطريق الشاق والوعر، في الطريق وسط عالم مُعادٍ لهم ومُعدّ لهم الاحتقار والرفض، والآلام والموت كما أُعدَّ لمَن قبلهم، إلا بعد أن يكشف لهم عن نهاية الرحلة ويُدخلهم إلى منظر المجد المخزون في الجانب الآخر من الأحزان والاستشهاد، ويُريهم جبل التجلي الذي هو أعلى من جبل الجلجثة، كما أنه أبعد منه جدًا.

هذه هي التعزية التي يمنحها الرب لقديسيه عندما يدعوهم لاتباعه في طريق الآلام «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» ( مت 16: 24 ). ومن البداءة، وفي كل تاريخ الوحي لم يسمح الرب بدعوة مختاريه إلى مكان حزن دون أن يُخبرهم أو يعطيهم لمحة من المجد والفرح اللذين ينتهي إليهما ذلك الحزن (أع7).

هكذا دُعيَ إبراهيم من وسط كل ما هو محبوب للطبيعة، ولكن إله المجد هو الذي ظهر له وتكلم معه بكلمات الوعد ( أع 7: 2 - 8).

ويوسف انفصل عن بيت أبيه وكان في حكم الشهيد، ولكن الله كان قد سبق فأعطاه أحلامًا تُنبئ عن عظمته المستقبلة ( أع 7: 9 - 19).

وموسى قد رُفض ونُفيَ، من إخوته ومن الغرباء، من نسل إبراهيم ومن المصريين الوثنيين الذين لم يفهموه واضطهدوه، ولكن كان له ذلك الجمال الذي أدرك الإيمان أنه من الله علامة على الرضا الإلهي ( أع 7: 20 - 39).

واستفانوس قد أُبغض كسيده وشُهد عليه زورًا، وقُتل، ولكن وجهه لمع كوجه ملاك، فظهر أنه من أبناء القيامة قبل أن يموت كشهيد ( أع 6: 15 ؛ 7: 54- 56).

وهكذا في متى16: 28 كان على البعض أن يذوقوا الموت، وبطرس نفسه كان مُعينًا له أن يُمنطَق ويُحمَل إلى حيث لا يشاء ويموت كشهيد ( يو 21: 18 ، 19)، ولكن كان لا بد أن يؤخذوا قبل إلى مكان المجد ويروا كل الغبطة السماوية التي ستنتهي بها أحزانهم، تلك الغبطة العظيمة القيمة لدرجة أن ربح العالم كله لا يوازي خسارتها كما يقول الرب في متى16: 26. فإذا لم تحصل النفس في النهاية على مجد ابن الإنسان نفسه، فهي الخاسرة المتحسرة مهما ملكت في العالم.

و.ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net