الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بولس الرسول ونظرة للماضي
فإني أنا الآن أُسكب سَكيبًا، ووقت انحلالي قد حَضَر. قد جاهدت الجهاد الحَسَن، أكملت السعي، حفظت الإيمان ( 2تي 4: 6 ، 7)
إذ أوشكت حياة الرسول بولس على النهاية، نظر نظرة شاملة لحياة عاشها للمسيح، وأعطى تقريرًا ما أحلاه، فقال:

* «قد جاهدت الجهاد الحَسَن»

(I have combated the good combat )، فلقد شبَّه حياته الروحية بمعركة أو مصارعة، واعتبر نفسه جنديًا أو مُصارعًا، وفي نهاية المعركة قرر أنه أبلى حسنًا. لقد كان بولس في جهاده ضابطًا نفسه في كل شيء. لم يكن له غرض إلا أن يُرضي مَن جنَّده. ولاحظ أنه لم يَقُل: ”جاهدت جهادًا حسنًا“ بل «الجهاد الحَسَن»، فهو لم يُرِد لفت الأنظار إلى جهاده الشخصي، بل إلى الجهاد المسيحي الذي ينبغي على كل تقي أن يحياه، فيقول لمؤمني فيلبي: «إذ لكم الجهاد عينُه الذي رأيتموه فيَّ، والآن تسمعون فيَّ» ( في 1: 30 )، ويقول لابنه تيموثاوس: «جاهِد جهاد الإيمان الحَسَن» ( 1تي 6: 12 ).

* «أكملت السعي» (I have finished the race)، هذه المرة شبَّه الحياة الروحية بسباق، واعتبر نفسه متسابقًا أو عدَّاءً. من أعمال9: 15، 16 بدأ بولس سعيه، واستمر مواصلاً سعيه بكل قوة، حسب قوله: «ولكنني لستُ أحتسبُ لشيءٍ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أُتمم بفرحٍ سعيي» ( أع 20: 24 )، وقوله أيضًا: «أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع» ( في 3: 14 ). ولم يكن طريقه سهلاً، بل كان وعرًا مليئًا بالمصاعب، لكنه تخطى جميع المعوقات حتى وصل لنهاية السباق. وما كان في ماضيه غايةً وهدفًا، أصبح في حاضره حقيقة وواقعًا.

* «حفظتُ الإيمان» (I have kept the faith )، هنا يشبِّه بولس حقائق الإيمان التي وصلت إليه بالوديعة، مُعتبرًا نفسه كالحارس على هذه الوديعة. ولقد حفظ بولس الوديعة، إذ كان له كل الحرص على أن يقدم للآخرين الحق كاملاً، مُدافعًا بكل قوة ضد أي تعاليم مُضللة، متخذًا موقف المُحاماة عن الإنجيل. ولقد سلَّم الوديعة للأمناء كما تسلمَّها. لاحظ قوله لتيموثاوس: «احفظ الوديعة» ( 1تي 6: 20 ؛ 2تي1: 14)، وقوله أيضًا: «وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين، أَودعِهُ أُناسًا أُمناء، يكونون أكفَاءً أن يعلِّموا آخرين أيضًا» ( 2تي 2: 2 ). ومن ناحية أخرى عاش عمليًا ما كان ينادي به من حقائق. ليتنا جميعًا هكذا!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net