الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسكين إذا أعيا
يا ربُّ، استمع صلاتي، وليدخل إليك صراخي. لا تحجب وجهك عني في يوم ضيقي ( مز 102: 1 ، 2)
في البستان كان صراخ سيدنا شديدًا، كانت الدموع ساخنة. وعند معلمي اليهود كلمة مفادها أن هناك ثلاثة أنواع من الصلوات، وكل نوع أعلى من سابقه. هذه الأنواع الثلاثة هي الصلاة والصراخ والدموع. فالصلاة تُقال في صمت، والصراخ هو الصلاة بصوت مسموع، ولكن الدموع تنتصر على كل شيء، وهذا هو الواقع. فإنه لا يوجد باب لا تستطيع الدموع أن تدخل فيه.

وماذا كان صدى هذا الصراخ الشديد والدموع لدى الآب؟ وهو الذي، كالله يسمع أنين الأسير. وقد قال الرب قديمًا لموسى: «قد رأيت مذلة شعبي ... وسمعت صراخهم ... فنزلت لأنقذهم»، أ ليس بالأحرى صراخ «تقيه» المسكين الذي «سكب شكواه قدام الله»؟ (مز102). نعم، لقد «سُمع له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ). لا شك أن الملاك الذي ظهر له «من السماء يقويه»، ترك أثرًا في نفسه له المجد، لأن الملاك، أي ملاك ـ لا يظهر من تلقاء نفسه، بل يفعل أمر الله عند سماع صوت كلامه. ولا شك أنه ـ له المجد ـ كانت له ثقة كاملة في الآب، وبعد أن دخل الآب المشهد، قال الرب لتلاميذه في ثباته المعهود «قوموا ننطلق! هوذا الذي يسلمني قد اقترب!».

كل هذا صحيح، ولكنه ليس الاستجابة الكاملة العَلَنية لصراخه ودموعه، بل كان الجواب الكامل هو في قيامته من الأموات.

على أن كلام كاتب رسالة العبرانيين، في هذه المناسبة، لم يتعرَّض للصليب، بل محور الكلام هو «في أيام جسده» وليس يوم موته، أي أن ما تألم به كان لغاية خاصة، وهي أن يتعلم الطاعة مع كونه ابنًا ( عب 5: 7 ، 8). ولاحظ دقة الوحي، فلم يَقُل ”تعلَّم أن يطيع“، فقد كان مجيئه في الجسد، مولودًا من امرأة، مَظهَرًا لمبدأ الطاعة «مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به».

هكذا كان الأمر مع سيدنا الذي تعلَّم الطاعة. صحيح أن توقيرنا وإعزازنا للرب يسوع يجعلنا نستكثر كلمة «تعلَّم الطاعة»، لكنها لقطة من لقطات اسمه «العجيب»؛ لقطة ندرك بها المسافة البعيدة بين ذروة المجد الذي كان فيه منذ الأزل، وبين صورة العبد! إنه بكونه الله يقول فيكون، ويأمر فيصير. أما أن يقول بروح النبوة «السيد الرب فتح لي أُذنًا وأنا لم أُعاند» ( إش 50: 5 ) فهذا شيء جديد عليه، ومن هنا كان أن «تعلَّم».

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net