الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آية حياته القدوسة
قُدوس بلا شر ولا دَنَس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ( عب 7: 26 )
قال واحد: ”أنا أومن بلاهوت المسيح لأن كمال ناسوته هو الحُجة على كمال لاهوته“. فبخلاف جميع البشر، لم يعتذر المسيح عن تصرف عمله، ولم يسحب كلمة قالها. لقد قال المسيح لليهود أعدائه: «مَن منكم يُبكتني على خطية؟» ( يو 8: 46 ). فلم يستطع واحد منهم أن ينبّس ببِنت شفة!

ما السر في أن المسيح وحده، دون كل البشر، هو الذي لا يسجل له الوحي المقدس ولا التاريخ البشري أية خطية، لا بالفكر ولا بالقول ولا بالعمل؟ السبب هو أنه لم يكن مجرَّد إنسان. إن القداسة صفة أصيلة من صفات الله، كما قالت عنه السرافيم: «قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ رب الجنود» ( إش 6: 3 ). فليس عجيبًا أنه عندما يولد ابن الله، يقول عنه الملاك جبرائيل للمطوَّبة العذراء مريم: «القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله».

لقد عاش المسيح هنا فوق الأرض أكثر من ثلاثين سنة، وتكالبت ضده كل قوى الشر، وتجرَّب بكل التجارب نظيرنا تمامًا، ولكن يؤكد الوحي أنه «تجرَّب بلا خطية» ( عب 4: 15 ). ونعرف من الكتاب المقدس، وكتاب الاختبار، أنه لم يوجد بين البشر مَنْ لم يسقط في التجربة أمام الشيطان، بل لقد نجح الشيطان أيضًا في إسقاط جمهور كبير من الملائكة ( رؤ 12: 4 ، 7؛ مت25: 41). لكن هناك شخصًا وحيدًا في الأرض وفي السماء، لم ينحنِ لتجارب الشيطان، هو المسيح.

إنه «لم يفعل خطية» ( 1بط 2: 22 ) و«لم يعرف خطية» ( 2كو 5: 21 ) و«ليس فيه خطية» ( 1يو 3: 5 ). الشياطين نفسها اعترفت بأنه القدوس فقالت: «أنا أعرفك مَن أنت: قدوس الله!» ( مر 1: 24 ). والوالي الذي فحص قضيته وحكم عليه بالصلْب، أقرّ سبع مرات أنه لم يجد فيه عِلَّة واحدة ( مت 27: 24 مت 27: 4 لو 23: 41 ، 14، 22؛ يو18: 38؛ 19: 6). ويهوذا الخائن الذي أسلمه، ردّ الفضة بندمٍ قائلاً: «أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا ... ثم مضى وخنق نفسه» ( لو 23: 47 ، 5). واللّص الذي كان مصلوبًا إلى جواره قال: «هذا ... لم يفعل شيئًا ليس في محلِّه» ( يو 8: 29 ). وقائد المئة الذي كُلِّف بعملية صلب يسوع وحراسته، قال: «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا» (لو23: 47). وأما المسيح فقد شهد عن نفسه قائلاً: «لم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه» (يو8: 29).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net