الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 نوفمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لنجتَز إلى العَبر
وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: لنجتَز إلى العَبر ... فحدث نوءُ ريحٍ عظيمٌ... وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا ( مر 4: 35 - 38)
يُفتتح هذا المنظر المُعبِّر بكلمات الرب: «لنجتَز إلى العَبر»، وكانت كلماته الأخيرة لبطرس قبل أن يترك هذا العالم «اتبعني»، فبعد أن أتينا إلى الرب بدافع حاجتنا، وانجذبنا إلى محبته ونعمته، فإننا نتبعه في الطريق الذي يؤدي إلى العَبر (الناحية الأخرى) بعيدًا هناك، إلى ذات مكان المجد الذي قد سبق الرب فذهب إليه. وعلينا أن نتوقع ونحن في صُحبته أن نتعرَّض لمحاربات العدو، لأن الشيطان دائمًا وأبدًا ضد له. وهكذا نقرأ في الصورة أنه «حدث نوءُ ريحٍ عظيم».

ومع أن الرب كان معهم ولكنه كان نائمًا على وسادة. وهكذا يبدو أحيانًا وكأنه غير مهتم بتجارب وضيقات شعبه. وهذه الظروف هي امتحان حقيقي لإيماننا. ومثل التلاميذ قد نتساءل: هل هو يهتم بنا حقًا؟ ولكن وإن كان يسمح بمثل هذه الظروف ليمتحن إيماننا، إلا أنها أيضًا فرصة لإظهار سلطان الرب على كل الظروف التي تقابلنا. وكما حدث في القديم «قام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! ابكم!» هكذا أيضًا في يومنا الحاضر، في وقته الخاص وبطريقته الخاصة، يستطيع أن يُسكت كل عاصفة فيصير «هدوءٌ عظيم».

وبروح هذه الصورة المُعبِّرة، يكتب الرسول بولس إلى المؤمنين في تسالونيكي قائلاً: «ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كل وجه. الرب مع جميعكم» ( 2تس 3: 16 ). الإيمان يثق أنه مهما كانت العواصف التي تواجهنا، فالله معنا ويعطينا السلام في كل الأوقات (دائمًا) وفي كل الظروف (من كل وجه). قد ننشغل أحيانًا كثيرة بالريح العظيم وبالأمواج التي تضرب سفينتنا الصغيرة، وننسى المسيح، وبأنانية نفتكر في أنفسنا فقط، وحينئذٍ نقول كما قال التلاميذ: «إننا نهلك». ولكن هل تستطيع أية عاصفة يُثيرها الشيطان مهما بلغ مَدَاها أن تُبطل قصد الله من جهة المسيح وشعبه؟ لن يهلك فرد واحد من خرافه، فالرب لا بد أن يأتي بالكل إلى بيت الآب في النهاية.

المشكلة التي كانت عند التلاميذ والتي كثيرًا ما تكون معنا، هي ضعف إحساسنا بمجد ذلك الشخص الذي هو معنا، فهم لم يدركوا أن الإنسان الذي كان معهم، هو ابن الله أيضًا.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net