الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 أكتوبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حُلم يعقوب في بيت إيل
وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه .... ورأى حُلمًا، وإذا سُلَّم منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها ( تك 28: 11 ، 12)
كان غرض هذا الحلم هو التشجيع لهذا الإنسان العاثر الخائر الحائر. لقد رأى يعقوب في الحلم جيشين من الملائكة، جيشًا صاعدًا وجيشًا نازلاً على السُلَّم. ورأى الرب نفسه على رأس السُلّم يتكلم معه ويعطيه أغلى المواعيد. لقد كان يعقوب موضوع عناية السماء وخدمة الملائكة والمواعيد الثمينة. والعجيب أننا لا نقرأ عن إبراهيم أو إسحاق أنهما رأيا ملائكة الله بهذا الشكل. ويا للنعمة التي اتجهت ليعقوب!

ومن ناحية أخرى، ما أجمل الرمز الذي أمامنا في هذا الحلم، حيث نرى في السُلَّم المنصوبة على الأرض ورأسها يمسُّ السماء، رمزًا للرب يسوع المسيح الذي أتى من السماء ووصل إلى الأرض بالنعمة. فهو طريق الله إلى الإنسان، وطريق الإنسان إلى الله. وعندما جاء إلى الأرض كانت السماء وكل ملائكة الله مشغولة بهذا الحَدَث الجليل، وبهذا الشخص الكريم. وعندما اعترف نثنائيل به كالمسيا قائلاً: «أنت ابن الله! أنت ملك إسرائيل!»، أجاب يسوع وقال له: «سوف ترى أعظم من هذا! ... من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» ( يو 1: 50 ، 51)، مُشيرًا إلى مجده كابن الإنسان الذي سيملك على العالم العتيد كله. وهذا أعظم من مجده كالمسيا ملك إسرائيل. وفي المُلك ستكون السماء مفتوحة والملائكة في خدمة ابن الإنسان.

وإن كنا نرى في السُلَّم الوسيط الوحيد بين الله والناس؛ الإنسان يسوع المسيح، فإننا نرى في الحجر الذي وضعه يعقوب تحت رأسه رمزًا ثانيًا للرب يسوع، «الحجر الذي رفضه البناؤون».

لقد قال عن نفسه مُعبرًا عن رفضه: «أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» ( مت 8: 20 ). فكان يذهب ويبيت في الجبل الذي يُدعى جبل الزيتون. ولعله كان يأخذ من حجارة المكان ويضعه تحت رأسه. ويا للنعمة! ويا للاتضاع! لكن هذا الشخص المرفوض كان في الوقت نفسه هو المُريح لكل المُتعَبين، كما كان الحجر، في الرمز، هو الوسادة التي نام يعقوب عليها واتكأ رأسه الكليل. وعندما رُفضت خدمة المسيح من مُدن كثيرة، أجاب يسوع وقال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). وكم من نفوس قد استراحت به ووجدت في حضنه الدفء والحنان، والراحة والأمان!

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net