الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المجوس واللص التائب
رأوا الصبي مع مريم أمه. فخرّوا وسجدوا له ( مت 2: 11 )
قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك ( لو 23: 42 )
نحن لا ندري عن يقين من أين عرف ذلك اللص التائب مسألة مُلك المسيح: هل هي تلك اللافتة التي وضعها بيلاطس كعنوان عِلته فوق رأسه على الصليب كنوع من التهكم؟ ربما يكون ذلك كذلك، فنحن نعرف أنه حتى غضب الإنسان يحمد الله، كما يقول المرنم في المزمور76: 10. والله قادر أن يرسل سهمًا مستقيمًا بقوس معوجة. وروح الله يقدر أن يستخدم أي شيء ليقود النفوس للخلاص.

والواقع إننا نعجب كثيرًا بمشهدين تجلَّت فيهما بصيرة الإيمان النافذة بصورة تدعو للعجب. المشهد الأول عندما أتى المجوس من المشرق ليسجدوا للملك العظيم المولود، لكنهم لم يروا طفلاً تحوطه هالات المجد الأرضي ويقيم في قصرٍ عظيم، بل رأوا مولودًا متواضعًا في حضن امرأة بسيطة، في مكان بسيط. لكن إيمانهم اخترق حجاب الاتضاع ورأوا عظمة شخصه، فخرُّوا وسجدوا له، وقدموا له هداياهم: ذهبًا ولبانًا ومُرًا. وأما المشهد الثاني فهو مشهد اللص التائب فوق الصليب، والإيمان هنا أروع وأعجب، فهو لم يرَ مجرد طفل تحمله الأيدي، بل رأى شخصًا مرفوضًا مُعلقًا على صليب العار. لكن اللص رأى في ذلك المصلوب مسيح الله والملك الآتي عن قريب في ملكوته. ولقد كانت كلمات ذلك اللص للمسيح تمثل كلمات الاحترام الوحيدة التي وصلت آذان الرب بعد ساعات طويلة فيها سمع المسيح من كلمات الهُزء والتعيير والشتيمة ما يجلّ عن الحصر.

ونحن نعرف أن المسيح، في صباح ذلك اليوم، عندما سأله هيرودس الملك بكلام كثير لم يُجِبه بشيء، ولما سأله بيلاطس لم يُجِبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجَّب الوالي جدًا. بل بعدما عُلق على الصليب أيضًا، عندما عيَّره رؤساء الكهنة وجدَّف عليه المجتازون، لم يرُّد على تعييرهم وتجديفهم. لكنه أجاب نداء ذلك اللص، وصرخة ذلك الخاطئ المستغيث. لقد وصل نداء ذلك اللص في الحال إلى أُذن المسيح وإلى قلبه، فقال له الرب: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس».

جاءَنا طفلاً في مِذود سائرًا إلى الصليبْ
بهِ تمَّ كلُّ موعِدْ أكملَ الفِدَا العجيبْ
فهلُمَّ بالسجودِ بخُشُوعٍ مُستديمْ
قدِّسوا ربَّ الجُنودِ فهوَ السيدُ العظيمْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net