الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حالة الانتظار
ولما رجع يسوع قَبِلَهُ الجمع (بفرح) لأنهم كانوا جميعهم ينتظرونه ( لو 8: 40 )
كانت السفينة التي تشرَّفت بأن تحمل الرب يسوع وتلاميذه، تعبر بحر الجليل آتية من كورة الجدريين ووجهتها كفرناحوم. ترك الرب وراءه تلك الكورة التي أبغضت حضوره. كان قد شفى بينهم ذلك الرجل المجنون الذي ملأ رُعبه البلاد المجاورة ومع ذلك «طلب إليه كل جمهور كورة الجدريين أن يذهب عنهم» ( لو 8: 37 ). وإذ رجع عنهم كان يستقبله جمهور منتظر متعطش، اجتمعوا حول الشاطئ، كانوا يرسلون أبصارهم متفرسين في مياه البحيرة، يتلمسون رؤية السفينة القادمة. ربما اختلفت عواطف الأفراد وتنوعت بواعثهم واختلطت على كثرتها، إلا أنهم كانوا جميعًا في حالة انتظار، متعطشين بشوقٍ شديد إلى مجيء المسيح.

وربنا آتٍ من الأعالي، وفي طريقه إلينا يمتحن ويفحص قلوب جميع الناس. فهناك فريق منهم يريد أن يبقى السيد بعيدًا عنهم نظير الجدريين. وهناك فريق آخر يتوقون بحرارة إلى مجيئه وإلى حضرته، ينتظرون إتمام وعده الكريم بالرجوع إليهم كما كان أهل كفرناحوم الذين قبلوه بفرح لأنهم كانوا ينتظرونه.

وأي الفريقين له التقدير الخاص في قلب الرب؟ هل يستطيع الرب أن ينظر بفرح إلى أولئك الذين يماثلون الجدريين في أن يريدوه بعيدًا عنهم؟ ومن الجهة الأخرى ألا يغتبط إذ يرى أن هنالك فريقًا لا يستريحون ولا يشبعون حتى يكونوا حوله في حضرته؟

كان الجمع على البحر في حالة الانتظار والتلهف على ذلك الإنسان الكُفء لأن يوزع عليهم بركة الله. لم يكونوا متراخين متكاسلين، بل كانوا بالفعل منتظرين شخصه المحبوب. حرصوا على أن يكونوا السابقين في الترحيب بمَقدِمه، أحسوا بأنه جدير بلقائهم، لذلك هان عليهم الانتظار ولم تكن فترته سوى دقائق أو لحظات في نظرهم.

وحتى ونحن في العالم، لا يزال إيماننا يسمع وقع أقدام الحبيب الذي يُخبر كل نفس منتظرة أن الرب قريب منا في حضوره المُبهج العظيم. وسيطلع علينا حبيبنا بطلعَته سريعًا، نازلاً من أوج السماء، وسنسمع كلنا، كشخص واحد، صوته العذب الجميل، وسنرى سريعًا وجهه الصبوح وثغره البسَّام، وسيأخذنا سريعًا إليه، ويُدخلنا إلى بيت خمره في الأعالي لنستريح إلى الأبد تحت علم محبته التي بلا حدود. «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net