الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علّية صغيرة
امرأة عظيمة .. قالت لرجلها: ... نعمل علّية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرًا وخوانًا وكرسيًا ومنارة، حتى إذا جاء إلينا يميل إليها ( 2مل 4: 8 - 10)
إن فطنة هذه الشونمية العظيمة أعطتها رؤية لعمل ما يُلائم وجود رجل الله في أيام كتلك التي كانت تعيش فيها. لقد أرادت أن تعمل «علَِّية .. صغيرة». واليوم عندما تجاهد المسيحية الاسمية لتكون عظيمة، لنتذكَّر أن وجود الرب يتناسب أدبيًا مع «علِّية صغيرة». ليس المقصود بهذا: الانقسام والطائفية، بل باعتبار أنه «يوم الأمور الصغيرة». ونلاحظ أن مكان العلّية كان «على الحائط». إن الشهادة للرب يسوع الذي في الوسط، سواء في أيام الخمسين الساطعة، أو فيما بعد، حينما وعظ الرسول بولس في «علِّية»، نجدها دائمًا في انفصال عن العالم ( أع 1: 13 ؛ 20: 8).

هذه العلّية كانت مفروشة بأربعة أشياء جميلة تتناسب في المبدأ مع وجود «رجل الله»، وتمثل كل ما هو لازم لرجل منفصل عن العالم، وقلبه مرتبط بالسماء. أولاً: السرير؛ المكان الذي يجد فيه رجل الله راحته. أَ فلا يُريح قلوبنا أن نعرف أن الرب يسوع يجد اليوم راحته حتى في ”الاثنين أو الثلاثة“ المجتمعين منفردين إلى اسمه الغالي؟

ولقد كان في العلّية أيضًا «خوانًا (منضدة)» حيث الاستمتاع بالشركة مع رجل الله مع الاحتفاظ بكل سلطاته (الكرسي). وجيد أن نتذكَّر أنه بالرغم من أن اليوم هو زمن إخفاق شديد في المسيحية، إلا أن سلطة الرب المُطلقة لم تتغير، وكذلك قيمة الشركة معه.

لقد تمم الكرسي (السلطان والسيادة والربوبية)، والمنارة (الشهادة)، فرش العلّية البسيط التي في شونم. في برغامس ( رؤ 2: 12 - 17) كان يجب أن سلطان المسيح يسود، لكن الشيطان تمكَّن من الدخول، فكانت تعاليم بلعام والنيقولاويين الشريرة تُذاع هناك. لكن يا له من أمر مُعزِ أن نجد أنه بالرغم من الفساد التعليمي الطاغي اليوم، إلا أنه تبقى «علّية صغيرة» بها ”منارة“ و”كرسي“ للرب يسوع الذي يُستعلن لخاصته بروحه وبفكره وبحقه. فكانت نتيجة إعداد هذه العلّية الصغيرة في أيام الشونمية، هي أنه كلما عبرَ رجل الله وجد مكانًا مناسبًا أدبيًا ـ من كل وجه ـ لوجوده هناك. وإذا جاء إلى هناك مال إلى العلّية ووجد راحته إذ «اضطجع فيها». وكم هو غالٍ على قلوبنا أن نجد في أيام كالتي نعيش فيها، مؤمنين كالشونمية ما زالوا يختبروا أفراح وجود «رجل الله»؛ ربنا المعبود يسوع المسيح معنا في «العلّية الصغيرة».

د. ن.
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net