الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليس عن الأمة فقط
... تنبأ (قيافا) أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد ( يو 11: 51 ، 52)
نعم لم يَمُت المسيح عن الأمة فقط، فلقد سبق المسيح وحدَّثنا في يوحنا10 أنه سيضع نفسه عن الخراف. وإذ إن له خرافًا أُخر ليست من حظيرة إسرائيل، كان ينبغي أن يأتي بها، لتكون رعية واحدة وراعٍ واحد ( يو 10: 16 ). ويُخبرنا الرسول يوحنا في رسالته أن المسيح كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا ( 1يو 2: 2 ). ويقول الرسول بولس عنه: «وهو مات لأجل الجميع» ( 2كو 5: 14 ، 15).

وكم نعجب من موت المسيح ونتائجه العظمى! فو إن كان في موته تفرَّق عنه القليلون الذين كانوا يتبعونه، إلا إنه نتيجة لموته جُمع الكثيرون من الذين آمنوا به. حتى ذلك الوقت كان هناك أولاد لله لكنهم مُشتتون، ما كان شيء يربطهم معًا، لكن نتيجة موت الصليب، فقد أمكن للمسيح أن يجمعهم إلى واحد. لقد أصبح كل الخراف التي له، رعية واحدة. وفي الأصحاح التالي (يوحنا12) يذكر المسيح أنه بموته فوق الصليب سوف يجذب إليه الجميع ( يو 12: 32 ).

في رموز العهد القديم نقرأ في لاويين16 عن فرائض يوم الكفارة العظيم، ونتعلم أن هارون كان يدخل إلى قدس الأقداس أولاً بدم الثور، يقدمه عن نفسه وعن بيته (صورة للكنيسة ـ عب3: 6)، ثم بعد ذلك كان يدخل إلى الأقداس بدم التيس، الذي يقدمه عن بيت إسرائيل. وهو الحق الذي نجده في يوحنا11: 49- 52: أن المسيح مزمعٌ أن يموت عن الأمة. وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء (أو أولاد) الله المتفرقين إلى واحد.

ولكننا في فرائض ذلك اليوم نتعلم شيئًا آخر. فلقد كان دخول هارون بدم الثور ليكفر عن بيته أسبق من دخوله بدم التيس ليكفر عن بيت إسرائيل. وهذا يعني أن الكنيسة هي التي استفادت أولاً ببركات الكفارة. لقد استفادت به من الآن، ولكن بعد ذلك، في المستقبل، سيأتي دور إسرائيل.

نعم، كان المسيح سيموت ليس عن الأمة فقط، وليس عن الأمة أولاً. فالأمة سوف تستفيد من موته فقط يوم يظهر بالمجد والقوة، ويرُّد كل شيء، لكنه قبل ذلك جمع أولاد الله المتفرقين إلى واحد، بواسطة معمودية الروح القدس التي تمت يوم الخمسين. وهو قدَّم هذا الامتياز للأمة فرفضته، وتمتع الأمم به بحسب مقاصد نعمة الله الغنية.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net