الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم والامتحان الفائق الوصف
... يا إبراهيم! ... خُذ ابنك وحيدك، الذي تُحبه، إسحاق واذهب إلى أرض المُريا، وأصعِده هناك مُحرقة على أحد الجبال الذي أقول لك ( تك 22: 1 ، 2)
في الرسالة إلى العبرانيين نقرأ «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب». إسحاق الذي تركزت فيه كل المواعيد، والذي قيل له إنه بإسحاق يُدعى لك نسل، هو الذي طلبه الله من إبراهيم أن يُصعده مُحرقةً. إن ما طُلب من إبراهيم بحسب الظاهر، وبحكم الطبيعة يُرى حائلاً دون إتمام مواعيد الله، لكن إبراهيم عمل لا بمقتضى ما يُمليه العقل أو الطبيعة، بل «بالإيمان .... إذ حَسِبَ أن الله قادرٌ على الإقامة من الأموات أيضًا» ( عب 11: 17 - 19).

لما أخذ الله من أيوب أولاده، خضع أيوب لِما سمح الله به وقال: «الرب أعطى والرب أخذ»، لكن تجربة إبراهيم كانت أشد، وكانت على مستوى أعلى كثيرًا، فهو لم يُطلب منه أن يخضع لمشيئة الله، بطريقة سلبية، بل طُلب منه أن يعمل عملاً مخالفًا كل المخالفة للطبيعة، وبما يؤلم ويسحق قلب الأب. لكن إبراهيم بالإيمان أطاع، وفي هدوء تام، قام في الصباح الباكر وشدَّ على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحاق ابنه «وذهب إلى الموضع الذي قال له الله».

ولمدة ثلاثة أيام ظل سائرًا في طريقه، وكانت هذه المدة فرصة كافية لاستيعاب ما سيفعله، وكانت هذه التجربة القاسية ولا شك تراود نفسه في هذه الأيام الثلاثة. كيف يقدِّم ابنه؟ إذًا كان هناك وقت للتفكير في كُلفة هذا العمل . فمحبته لابنه، ومشاعر إسحاق ومحبته لأبيه، ووعد الله له أنه بإسحاق يُدعى له نسل، كل هذه ترددت أمامه، لكنه بالإيمان انتصر على كل اعتبار.

لو أن عدم الإيمان ساور إبراهيم لكانت هناك فرصة للرجوع، لكن الإيمان ظل راسخًا، وفي اليوم الثالث لاح المكان أمام عينيه «فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا ... وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما»، وإذ كان واثقًا في الله الذي يستطيع أن يُقيم من الأموات، قال وهو في كامل الثقة: «ثم نرجع».

بكل يقين، نحن لا يمكن أن نتعرَّض لمثل تجربة إبراهيم، لكن ما أجمل أن تكون لنا هذه الثقة، إنه عندما يُؤخذ منا أحد أحبائنا نقول ونحن في كامل الثقة: «إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم الله أيضًا معه» ( 1تس 4: 14 ). إن الإيمان يعرف أنهم أُخذوا منا إلى حين، وقد ذهبوا ليسجدوا ولكنهم سيرجعوا مرة أخرى.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net