الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطاعة أعظم ذبيحة
وعرف ألقانة امرأته حنة، والرب ذكرها، وكان في مدار السنة أن حنة حبلت وولدت ابنًا ودَعَت اسمه صموئيل قائلة: لأني من الرب سألته ( 1صم 1: 19 ، 20)
إن صموئيل يعني ”مسموع من الله“ شهادة بسيطة لِما قد فعله الله. ومن المُلاحظ أن حنة، نظير أليصابات أم يوحنا المعمدان، أخذت زمام القيادة في تسمية الابن ( لو 1: 60 ). وكل من حنة وأليصابات كان لهما دور رئيسي في نشأة ونمو ابنيهما، وبولس يذكِّر تيموثاوس بالتأثير الروحي لجدة تيموثاوس لوئيس وأمه أفنيكي ( 2تي 1: 5 ). إن الدور المركزي للأم التقية لخير أبنائها الروحي هو شيء مؤكد. ولا يجب أن يُهمل هذا الدور بسبب ضغوط الحياة في عالمنا الحاضر.

لكن كان على حنة أن تضحي. لقد أتى الوقت حينما كان عليها أن تُعيره للرب كما نذرت. ومن المُدهش أن نرى الطريقة التي بها أعانها ألقانة في أصعب فترة في حياتها. لا شك أنه كانت هناك التجربة أن يبقى صموئيل معها، وأن تُروحِن حنة النذر الذي نذرته. لقد تحقق ألقانة من حاجة الطفل لتربيته في مثل هذا العمر المبكر، لكنه أيضًا يذكِّر حنة بلطف «إنما الرب يُقيم كلامه» (ع23). لقد تعلَّم ألقانة، كما تعلمت حنة، من الاختبارات التي أجازها الله فيها، فأعانها في التضحية التي كانت مزمعة أن تقوم بها. لقد صعدوا كعائلة إلى بيت الله، وقد ذبحوا كعائلة أيضًا (ع25)، وجاءوا بالصبي إلى عالي. كان هذا تصرف الإيمان المُطلق في الله.

كان على صموئيل أن يُترك لعناية عالي، الرجل الذي أهان الله بكيفية خطيرة. رغم ذلك، فإن حنة تثق في الله أن يحافظ ويبارك ابنها. إن الآباء المسيحيين يحتاجون إلى نفس نوعية الإيمان حينما يأتي الوقت بالنسبة لأبنائهم لكي يواجهوا عالمًا توجد فيه الكثير من المخاطر الروحية والأدبية والطبيعية. فحينما يصبح أبناؤنا خارج عنايتنا المباشرة، نحتاج أن نصلي ونعمل دائمًا لأجل خيرهم. إن الوالدين لا يكفوا إطلاقًا عن المسؤولية من جهة خير أبنائهم.

والعدد الأخير من 1صموئيل1 ينتهي بالسجود، ثم تتبعه صلاة حنة في الأصحاح الثاني. لقد تعلما ـ حنة وألقانة ـ بواسطة الحزن والضيق العميق الذي سمح به الله، أن الله سامٍ. لقد قادهما الله نظير الإسرائيليين قديمًا ( خر 15: 23 - 28) إلى مياه مارة المُرّة وغيَّر تلك المياه إلى حلاوة. إنهما لم يكونا يستطيعان أن يدركا غنى الله بدون أن يعرفا كيف يسيران معه خلال الحزن والضيق في الاختبارات التي سمح بها.

جوردون كيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net