الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حُفني وفينحاس
وكان بنو عالي بني بليعال، لم يعرفوا الرب ولا حق الكهنة من الشعب... كانوا يُضاجعون النساء المجتمعات في باب خيمة الاجتماع ( 1صم 2: 12 ، 13، 22)
يا لها من صورة للتجديف الصريح والشر المتعاظم نجدهما في هذين الكاهنين: حُفني وفينحاس. فأحدهما يحمل اسم مُكرَّم لجد أمين: «فينحاس»، والذي يعني ”صوت النحاس“. اسمًا يفترض أن صاحبه شاهد أمين لله في يوم الارتداد والخراب. فجدّه، صاحب الاسم، بأمانته كفَّ الوبأ عن إسرائيل، وحصَّل «ميثاق كهنوت أبدي». وكان بذلك رمزًا للكاهن الأعظم الذي يومًا ما سيضع حدًا للشر ويضمن علاقة قائمة بين الله وشعبه ( عد 25: 7 - 13). وللأسف لم يبقَ من هذا الجد الأمين سوى الاسم! لقد كان فينحاس الصغير صوتًا من نحاس ولكن ليس في جانب الله، بل بالأحرى قسَّى قلبه ضد الله.

ثم كان هناك «حُفني» وليس ثمة ذِكر تاريخي لاسمه، إلا أنه يبدو أن معناه ”يداي“ مما حدا بالبعض إلى تفسيره: ”مقاتل“. ولكن بالرجوع إلى أصل الاسم، نجد أن المعتاد استخدامه في وصف يدين قادرتين على الحمل لا على القتال. ومن اللافت للنظر أن الاسم ينطبق على رئيس الكهنة الداخل إلى الأقداس في يوم الكفارة: «وملء راحتيه بخورًا عطرًا دقيقًا» ( لا 16: 12 ). إذًا فهو اسم يليق بكاهن، ويكوِّنان مع فينحاس ثنائيًا لائقًا. يدان مملوءتان من البخور، الأمر الذي يعكس شهادة ثابتة للرب، ولكن للأسف كانت يدا حُفني مملوءتين، ليس من مواد السجود بل من الربح القبيح، ومن شحم تقدمات الرب التي لا حقَّ له فيها.

لقد كانت خطية هذين الرجلين مزدوجة. والواحدة تؤدي إلى الأخرى. الخطية الأولى تدنيس الأقداس، والخطية الثانية النجاسة الأدبية. والأخيرة ثمرة طبيعية للأولى.

أ ليس هكذا الحال دائمًا؟ فحيث لا يشغَل الله مكانته اللائقة، ألا تُدنس خدمته؟ وحيث تُمَس ربوبيته، ألا تفسد العلاقة بين الإنسان وبين جنسه؟ فالفساد الأدبي المُريع الموصوف في الجزء الأول من رسالة رومية، أ ليس هو نتيجة مباشرة لانحراف الإنسان عن الله؟ وهكذا الحال هنا، فالكهنة يأخذون من الذبيحة، لا النصيب المقرر لهم من الله في الناموس، بل أفضل ما في الذبيحة والذي يخص الله وحده. وهكذا كانت خطية هذين الكاهنين، عظيمة جدًا أمام الرب. وإذا وجدت خطية أبشع من خطية أخرى والتي تستدعي عقابًا أشر، فهي تلك التي تُرتكب في المقادس. وهذا هو السبب أن الفساد الأسوأ هو الفساد الديني.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net