الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تلميذان عابسان: الطبيب والدواء
(2)فلما اتكأ معهما، أخذ خبزًا وبارك وكسَّر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه ...
( لو 24: 30 ، 31)

لم يفتح الرب عيون تلميذي عمواس فقط (ع30، 31)، بل سمعهما يقولان: «أَ لم يكن قلبنا مُلتهبًا فينا؟» (ع32)، والنتيجة «فقاما في تلك الساعة ورجعا» (ع33)، وما أحلى طريق العودة! وما أجمل الهمة! فهذان اللذان أمسكا بضيفهما لأن النهار كان قد مالَ للغروب لم يعبئا الآن بظلمة الليل، بل رجعا بقوة معرفتهما للمسيح المُقام، وبقلب ينبض بالحب له، فنراهما شاهدين «يُخبران بما حدث في الطريق» (ع35).

ومرة أخرى نرى «يسوع نفسه في وسطهم»، ودائرة عمله هنا تتسع عن الاثنين الأولين، ونسمعه يقول لهم «سلامٌ لكم» (ع36). ومع أنهم، إذ كانوا في حالة ضعف الإيمان «جزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحًا»، فإن ذلك لم يوقفه ـ تبارك اسمه ـ عن أن يكمل عمله، فيطمئنهم بأن «أراهم يديه ورجليه» ليروا جراحه الغالية، ثم بالأكل معهم (ع38- 43).

وصوته إلى الآن يرن في أذن كل قديس «لا تخف! أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميتًا، وها أنا حيٌ إلى أبد الآبدين! ولي مفاتيح الهاوية والموت» ( رؤ 1: 18 ). إنه الذي غلب الموت وقام، والذي هو حيٌ في كل حين، وله قوة حياة لا تزول (عب7)، فكيف لا تطمئن قلوبنا به؟! .. ليت طِلبتنا تكون: افتح آذاننا يا رب على صوتك العذب قائلاً: «سلامٌ لكم».

وإذ يواصل الرب الكريم عمله، يعلمهم أن «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعدُ معكم ...» (ع44). إن كل ما علَّمهم بصفته المسيح المتضع في أيام جسده كان قد انتسى، لكن المسيح المُقام «فتح ذهنهم ليفهموا المكتوب» (ع45)، ويا للروعة، لقد فهموا!! فهموا وما عادوا ينسون!! فإذ قال لهم: «هكذا هو مكتوبٌ، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، مُبتدئًا من أورشليم» (ع46، 47)، رسخت هذه الأمور في أذهانهم، وشكَّلت كل توجهاتهم بعد ذلك، كما نراها في سفر الأعمال، فنراهم بكل قوة متكلمين عن موته وقيامته، كارزين بالتوبة لمغفرة الخطايا!

نعترف يا سيد أنه ما أكثر ما نعرفه من الكتب المقدسة وعنها، لكن ما أقل ما استقر منها في أذهاننا فشكَّل حياتنا. ألا تفتقدنا في هذه الأيام، لتفتح أذهاننا، فلا تعود أمورك تبدو كطلاسم لنا، بل نفهمها، فنعيش بحق كل ما لنا في شخصك الجليل؟!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net