الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 8 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القلب المنقسم والتراخي
ثم أتى يعقوب سالمًا إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان .... وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته ( تك 33: 18 ، 19)
اشتغل يعقوب باجتهاد ”من أجل بيته“، ولو أنه لم ينسَ أنه مديون بالكثير لنعمة الله. والله بلا شك قصد بهذه النعمة أن يستعيده بالتمام إليه، فقال له أن يرجع إلى بيت إيل «بيت الله»، لكن يعقوب تلكأ في الطريق، وفي شكيم ابتاع ”قطعة حقل“، واستقر هناك. فبدلاً من أن يترك العالم تمامًا وراءه، اشترى لنفسه منه جزءًا صغيرًا، أما الثمن الذي دفعه فيما بعد، فكان أفدح بكثير من الفضة والذهب. وبسبب المشاعر المنقسمة والقلب المُجزء، كم يحدث معنا أن نرضى بنصف المسافة إلى بيت الله، بدلاً من أن نكون في مكان الله ذاته. لكن العواقب التي جنَاها يعقوب هنا في عائلته كانت الأكثر شرًا وخزيًا في كل تاريخه. لنحذر جدًا من القلب المنقسم، جزء للرب وجزء للعالم، وليتنا نصلي بإخلاص مع المرنم: «علمني يا رب طريقك، أسلك في حقك. وحدّ قلبي لخوف اسمك» ( مز 86: 11 ).

لكن من الناحية الأخرى نفترض أننا تعلمنا أن نرفض غرور العالم، فهل هذا يعني أن نستسلم إلى التراخي؟ هل هذا ما أثَّر على داود في «وقت خروج الملوك» إلى الحرب؟ (2صم11). فهو إن كان بغير حاجة لأن يحصِّل لنفسه شيئًا، فهل نسيَ أن هناك الكثير مما يجب عليه أن يحصِّله لله؟ لكن التراخي يقود إلى خطية فعلية. فداود المُفعم بالنشاط، والمكرَّس لله كما كان دائمًا، وجد نفسه الآن بلا عمل غير «التمشي على سطح البيت»، رغم خروج إسرائيل للحرب. وماذا بالنسبة لنا؟ هل نحن في تدريب حي في أمور الله؟ أم أننا نجلس متخاذلين في رضا أناني بما لنا؟ ليتنا بحق نستغل وقت الفراغ في شحن أرواحنا بالحق الذي في كلمة الله، ومتقدمين لحمل شهادة قوية للرب يسوع المسيح كجنود صالحين له! ولكن إن كنا على استعداد للسماح بالتراخي في حياتنا، فإن للعالم آلاف المُغريات التي تُثير حواسنا الطبيعية، التي لو كنا مشغولين عنها بطريقة صحيحة، لن يكون لدينا الوقت أو الميل لإشباعها. ألا يستطيع رب المجد الأزلي أن يمدنا بما يكفي ليملأ أوقاتنا بما هو صالح؟ دعونا لا نجد أعذارًا للإخفاق في خدمته.

جُد وكرسني، لك خصصني خادمًا أُجري رضاكْ
كلَ بُرهةٍ، كل لحظةٍ دائمًا أمشي معاكْ

ل.م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net