الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح المرتفع
لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم ( في 2: 9 )
إن التاريخ الكتابي حافل بالشخصيات العظيمة التي خرجت في لحظة ما من حياتها العادية إلى مراكز بارزة مرموقة. وأنهم، فيما نقرأ عنهم، يحوزون إعجابنا وتقديرنا، ولكنهم لم يحوزوا، أو يفوزوا بتعبدنا. فهوذا أبرام يرقيه الرب ويجعله أبًا لجمهور كثير، وهوذا يوسف يؤخذ من الزنزانة سيدًا لمصر، وهوذا داود يُنقل من رعي الغنم إلى عرش الملك، وهوذا بطرس ترفعه النعمة من سفينة الصيد ليقبض على مفاتيح ملكوت السماوات. بيد أننا لا ننحني أمام هؤلاء الرجال المرموقين. لا نستطيع أن نجثو لهم، غير أننا نستطيع أن نأتي إلى ذاك الذي رفَّعه الله، بسجودنا وتسبيحنا وتضرعنا.

وفي غير فيلبي2: 9 نقرأ عن ارتفاع المسيح ( أع 2: 32 في 2: 9 )، غير أن الذي نجده في رسالة فيلبي لم يَرِد إلا في هذا الموضع في كل العهد الجديد. وإننا لنتبين منه أن رجل الناصرة المتضع قد ارتفع ساميًا جدًا ليحتل أبرز مكانة في المسكونة وفوقها. أجَلْ، وليسوع قد أُعطى الاسم الذي فوق كل اسم. ولهذا الاسم الرفيع سوف تجثو وتتعبد كل المخلوقات السماوية والأرضية والسفلية بصفته ابن الله العلي (في2: 9- 11).

لقد رأى إشعياء السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع، أما بولس ـ أسير روما في سلاسل ـ فقد كانت له رؤيا أسمى. النبي يرى مجد الرب، رب الجنود يملأ كل الأرض، وأذياله تملأ الهيكل؛ أما للرسول فيظهر مجده، ليس فقط في السماوات، بل فوق جميع السماوات ( أف 4: 9 ، 10) «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضًا» ( أف 1: 21 ، 22).

ولكن ماذا يجدر بنا ونحن ندخل في حضرة ذاك الذي رفَّعه الله بهذا السمو؟ إن كنا نقرأ عن ملكة سبأ أنه لم يبقَ فيها روحٌ بعد حين أبصرت مجد سليمان، فكم يجدر بنا بالأكثر أن نتضع ونحن نشاهد مجد ذاك الذي، وهو أعظم من سليمان، قد ارتفع لكي «يملأ الكل» ( أف 4: 10 ). لقد سقط شاول الطرسوسي على الأرض وأصابه العمى أمام ذلك المجد. إذا قلت إن سقوط شاول كان سقوط خاطئ، فإنك لا تقول هذا عن يوحنا التلميذ المحبوب، الذي وهو في بطمس، سقط كميت عند قدمي الرب. وإنه لجميل بنا أن نقلِّد هذا الرسول في انحنائه المتواضع.

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net