الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 إبريل 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توحَّد مع المُجرَّبين!
فتقدم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله ... فأجاب وقال: مكتوبٌ: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ... ( مت 4: 3 ، 4)
لقد توحَّد هذا المُحب الفريد مع البشر عندما سمح لإبليس أن يجرّبه!

أربعة آلاف سنة مرَّت منذ أسقط الشيطان رأس الخليقة وأول إنسان، ومن يومها لم يكُف عن الجولان في الأرض والتمشي فيها لكي يخدع ويجرِّب ويُسقط بني الإنسان. لم يقوَ عليه إبراهيم ولا موسى ولا شمشون أو داود ، صال وجال وعربد وأهلك البلايين! وهو لم يكف عن افتخاره الأثيم بأنه ملك على كل البلاد، وسيد على كل البشر إذ استطاع أن يقتنصهم جميعًا في فخه!

لكن أخيرًا جاء إليه هذا الإنسان المجيد ليوقف انتصاراته وليعلن بداية نهاية سيادته على الإنسان. ومن أول عبارة نطق بها الشيطان نشعر كأنه يريد تحييد المسيح ومنعه من التوحد مع الإنسان، إذ يذكِّره بكونه ابن الله! لقد شعر بالخطر على عرشه وبالرهبة من مواجهة المسيح كإنسان، فقال له: «إن كنت ابن الله»! وكأنه يريد، بذكاء، أن يسحبه بعيدًا عن دائرة الإنسان واحتياجه لله، أراد أن يجذبه إلى ممارسة سلطانه كابن الله ليكف عن أن يكون هذا الإنسان المعتمد على الله حتى من جهة طعامه، وكأنه يقول: ”ما لك وللإنسان“؟! لكن ما أروع ردّ السيد إذ يُجيبه: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»!!

لاحظ أن إبليس يقول: «ابن الله»، والمسيح يقول: «الإنسان»! لقد كان هناك، ليس باعتباره ابن الله، بل ابن الإنسان الذي توحَّد مع الجنس البشري ضد عدوهم، وهو عتيد أن يكون لهم المخلِّص منه، ولذا كان لا بد له أن يُظهر تفوقه عليه ليُثبت جدارته بأن يخلِّصهم منه! لقد كان ـ تبارك اسمه إلى الأبد ـ في المعمودية وفي التجربة، كمَن يقدم لله أوراق اعتماده كمخلِّص للإنسان من خطاياه، وكمخلِّص للإنسان من سلطان الشيطان.

هو لم يحتقر البشر لهزيمتهم وعبوديتهم من إبليس، بل نزل ليصارع لهم عدوهم في البرية، بينما نحن نكتفي بأن نتكلم عن أخبار هزيمة البشر من إبليس، نتكلم بروح الشماتة أحيانًا، أو الاستخفاف أحيانًا أخرى، غير مُدركين لبشاعة هذا، بينما يحتاج البشر لمَن يشعر بهزيمتهم فينزل ليصارع عدوهم بأسلحة المحاربة الروحية القادرة بالله على هدم حصون هذا العدو، ونحن المؤمنين فقط الذين نمتلك تلك الأسلحة.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net