الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الأربعاء 1 إبريل 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُريد فاطهر!
فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلاً له: إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومدَّ يده ولمسه وقال له: أُريد، فاطهُر! ( مر 1: 40 ، 41)
ما أتعس هذا الأبرص، المضروب بداء عضال، داء يعزّ علاجه على البشر أجمعين! ما أتعس هذا الأبرص المهجور من الجماعة كلها لأنه في نظر الجميع نجس! هذه ويا للأسف هي صورة الإنسان الطبيعي. صورة حقيقية للإنسان الساقط المبيع تحت الخطية، الذي تلطخ قلبه بمرض الخطية النجس.

قد يقرأ هذه الكلمات شخص يشعر بتعاسة الخطية، شخص خاطئ، شخص أفرخ فيه البرص. وقد يحاول أن يخفي هذا الشخص عوارض دائه، ولكن الله يعلم، وهو أيضًا يعلم أنه شخص بائس تعس .. يا له من حِمل ثقيل على قلبك! حمل يجعلك تقول: ”ليتني ما وُلدت“، لأنك كم مرة طلبت دواء لدائك فعزَّ عليك الشفاء، وكم من مرة تدينت وتخلقت بأحسن الخُلق، وحاولت إصلاح نفسك مُجاهدًا وضاعت جهودك هباء. إن داءك أفظع من أن تداويه هذه العلاجات وأمثالها. وثق تمامًا أن الله يعلم بحزنك المُفرط وأنينك الموجع.

تأمل هذين الشخصين. مَن هما؟ أحدهما أبرص نجس، والآخر ابن الله المبارك. وانظر كيف يتكلم الأبرص في غير ادعاء، فهو لم يسأل ماذا يعمل ليطهِّر نفسه، بل أتى إلى يسوع المسيح، وطلب إليه جاثيًا، وقائلاً له: «إن أردت تقدر أن تطهرني». وهل كان جواب المسيح له: ”اذهب وحسِّن نفسك أولاً“؟ كلا، بل تحنَّن يسوع، ومدّ يده ولمسه وقال له: «أُريد فاطهر!». ويا له من تغيير مُدهش! فذلك الأبرص النجس الذي تعذر شفاؤه، برأ في لحظة، تطهّر وفارقه البرص بمجرد ما نطق الرب يسوع بكلماته.

أيها الصديق الخاطئ .. ثق أنه لم يتقدم شخص إلى الرب يسوع كما هو، إلا وقد نال في الحال تطهيرًا لخطاياه. إن محاولة تحسين حالتك، قبل أن يطهرك الرب يسوع، تسلب الله مجده. فلا تَقُل في قلبك إن الله لا يقبل ولا يطهر إلا الذين تحسنت حالتهم وقلَّت شرورهم. إن الرب المبارك لم يرفض أحدًا ولا يوجد أمامه فرق بين الناس البُرص مهما اختلفت درجة البَرَص عندهم.

والآن أيها القارئ العزيز: هل انفتحت عيناك لترى الرب يسوع مشتاقًا أن يقبلك كما أنت؟ هل ترفض فكرة كل بر ذاتي أو تحسين أدبي من جانبك؟ إن كنت كذلك فثق أن خلاصك وتطهيرك أسهل مما تظن. نعم تطهُر أنت بالذات، وتطهُر إلى الأبد.

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net