الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 فبراير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عاش لأجل الإنسان
... كان يعلمهم كمَن له سلطان وليس كالكتبة ... لأنه بسلطانٍ يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه! ( مر 1: 22 ، 27)
يتميز الأصحاح الأول من إنجيل مرقس بأنه قدَّم لنا برنامج يوم كامل في حياة المسيح ( مر 1: 14 - 35)، ويا لحجم الخدمة التي قدمها المسيح في يومٍ واحد للإنسان!

في يومٍ واحد كَرَز للإنسان داعيًا إياه للتوبة والإيمان (ع14، 15)، ثم ذهب إلى بحر الجليل لكي يدعو ويفرز خدامًا للإنسان. وما أجمل توصيفه الوظيفي لطبيعة عملهم. إنهم ”صيادي الناس“! يا لجمال هذا التعبير! فإبليس قد حوَّل الحياة إلى بحر من الهموم والملذات والشرور، وأغرق فيه الناس، لكن ها هو المسيح وخدامه عملهم الرئيسي انتشال وإخراج الغرقى من بحر الردى ووضعهم على الصخرة.

ثم يدخل كفرناحوم، وبكل حب للإنسان يقدم له التعليم، وما أحوج الإنسان للتعليم! لكن هناك وهو يعلِّم يقدم مثالاً عمليًا على هذا الانتشال السريع لمسكين واقعٍ تحت سلطان الشيطان.

كان الرجل يسكنه روح نجس وبمجرد أن رأى الرب، صرخ الروح النجس مرتعبًا من الهلاك على يد الخالق! وكم كان المنظر بديعًا لكل ذي عين بسيطة، منظر السلطان! إذ يقول له السيد: «اخرس واخرج منه»! فإذا علَّم هو يعلِّم بسلطان (ع22)، وإذا أخرج الشيطان فهو يُخرجه بسلطان! (ع27).

ثم خرج من المجمع ودخل بيت سمعان، وهناك، قبل أن يقدم له أي واحد من سكان البيت شيء، كان هو سبَّاق، فخدمهم قبل أن يخدموه، إذ شفى حماة بطرس! وعند المساء كانت المدينة كلها مجتمعة عند الباب، وابتدأ يشفي، حتى أراح الجميع وأرسلهم إلى بيوتهم بدون أوجاع أو أمراض.

لكن هنا تمَّ فيه قول إشعياء النبي كما يشرح لنا متى الرسول: «هو أَخذَ أسقامنا وحَمَل أمراضنا» ( مت 8: 17 ). أي أن هذا الجمع المريض ذهب هانئًا، لكن تركوا على نفسه الرقيقة كل بؤسهم وذلهم، فهو أخذ أمراضهم وحمل أسقامهم، ولذلك لم يستطع أن ينام، بل ظل يسكب أنين الخليقة المعذبة في محضر أبيه، لذلك يقول عنه الكتاب «وفي الصُّبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاءٍ، وكان يصلي هناك» (ع35). لقد أخذ هذه الأسقام وحمل هذه الأمراض في نفسه عندما كان يجول بيننا، كمقدمة لحمله بعد هذا: خطايانا في جسده على الخشبة! وكانت النتيجة أن المدينة نامت مستريحة، وحتمَا لأول ليلة في تاريخها.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net