الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 فبراير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تيخيكس .. الرسول الأمين
جميع أحوالي سيعرِّفكم بها تيخيكُس... الذي أرسلته إليكم لهذا عينِهِ، ليعرف أحوالكم ويعزي قلوبكم ( كو 4: 7 ، 8)
مما لا شك فيه، أن تيخيكس كان أمينًا، حكيمًا، كُفءً، وإلا ما كان الرسول بولس أرسله المرة تلو الأخرى ( تي 3: 12 ؛ 2تي4: 12)، وائتمنه على رسالتي أفسس وكولوسي لتسليمهما إلى الكنائس في أَسيا ( أف 6: 21 ، 22؛ كو4: 7، 8). فبالتأكيد كان الرسول يعرف جيدًا أنه «كبَردِ الثلج في يومِ الحصاد، الرسول الأمين لمُرسليه، لأنه يرُد (يُنعش) نفس سادته» ( أم 25: 13 ). فكما أن الثلج البارد يُنعش الحصادين وهم يقومون بعملهم في أيام الحصاد الحارة، هكذا يفعل الرسول الموثوق به، إذ يَرُد (يُنعش) نفس سَادَته. وأَلا نستطيع أن نرى في هذا كيف أن مسرة قلب الآب والابن والروح القدس هي في كل رسالة تُقدَّم بأمانة من كلمة الله الصادقة؟ وأيضًا كم كان الرسول بولس، والأخوة في أفسس وفي كولوسي ـ في ظروف حرارة الخدمة، وفي ظروف التجارب والأحزان والاضطهادات ـ يحتاجون إلى رسالة مُعزية، وإلى أخبار مشجعة تهدئ وترفع نفوسهم، وإلى رسالة الروح القدس المُحيية والمنشّطة، من شفاه رسول أمين كتيخيكس، لأن «السفير الأمين شفاءٌ» ( أم 13: 17 ).

وفي هذا الصَدد يقول الحكيم: «يقطع الرجْلَين، يشرب ظُلمًا، مَنْ يرسل كلامًا عن يد جاهل» ( أم 26: 6 ). إن إرسال رسالة هامة بيد جاهل، يعتبر جهالة حتى في وسط العالم، فهل يصلح أن يقدم شخص جاهل رسالة الله إلى كنيسة الله؟ إن ائتمان الجاهل على رسالة هامة يُشبه تقطيع الرجْلين، وشرب المُرّ. وكأن الشخص الذي أرسل الرسول الجاهل، بعد أن يحصد مرّ الثمار، وبعد أن يجني النَدَم علقمًا وهوانًا «يشرب ظلمًا»، بعد كل هذا يُحدِّث هذا الشخص نفسه لائمًا: ”أين كانت رجلاي؟ ولماذا لم أذهب بنفسي لتوصيل هذه الرسالة؟ إنني كأني حكمت على رجليَّ بالقطع حين لم أكلف نفسي عناء البحث الدؤوب عن رسول حكيم وأمين وكُفء، ولماذا لم أذهب بنفسي لأداء هذه المهمة؟!“.

وما أبعد الفارق بين الرسول الجاهل وبين مَن نرى وصفهم في كلمات الرسول بولس إلى تيموثاوس: «وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين، أُودعهُ أُناسًا أَمنَاء، يكونون أكفاءً أن يعلِّموا آخرين أيضًا» ( 2تي 2: 2 ). هذه هي الأوصاف التي توافق فكر الله، وهذه هي صفة الرجال الذين يرسلهم الله لا الناس. وبالتأكيد كان تيخيكس من هؤلاء. ليتنا جميعًا نكون هكذا!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net