الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبغضوه لأحلامه ولكلامه
... أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلامٍ ... وازدادوا أيضًا بُغضًا له من أجل أحلامه ومن أجل كلامه ( تك 37: 4 ، 8)
لقد كانت هناك أسباب عديدة لبُغضة إخوة يوسف له، فإنهم لما رأوا أن أباهم أحبه أكثر من جميعهم، أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام ( تك 37: 4 ). وهكذا كان الأمر مع المسيح، فإنه لما شهد بالمكانة الفريدة التي له عند الآب بقوله «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل»، أثار هذا في الحال بُغضة اليهود، وكانوا «يطلبون أكثر أن يقتلوه» ( يو 5: 17 ، 18). وعندما أعلن المسيح أن «الآب يحب الابن ويُريه جميع ما هو يعمله» ( يو 5: 20 )، فإنهم أبغضوا ذلك الذي هو موضوع محبة الآب. لقد أبغضوه لأنهم كانوا حاسدين.

وعلاوة على ذلك فإن الأحلام، التي تكلمت عن سيادة يوسف في المستقبل، كانت دافعًا جديدًا لحَسَد وبُغضة إخوته له. لقد كان شاهدًا على شرورهم، والآن هو شاهد لهم عن مجده في المستقبل؛ وما كانوا ليقبلوا هذه الشهادة أو تلك. وهكذا أيضًا عندما شهد المسيح ضد شر العالم، ثم شهد أيضًا لمجده الآتي، فإن هذا أثار بُغضة العالم له. لقد شهد الرب عن أمجاده الآتية أمام مجمع قادة أورشليم بقوله: «من الآن تُبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة» ( مت 26: 64 )، وعند ذلك ثارت ضده زوبعة من البُغضة من رؤساء الكهنة والشيوخ، وأكثر من ذلك فقد بصقوا في وجهه الكريم ولكموه ولطموه!

وأخيرًا، فإن إخوة يوسف أبغضوه لكلامه، إذ نقرأ «وازدادوا أيضًا بُغضًا له من أجل أحلامه ومن أجل كلامه» ( تك 37: 8 ). أ لم يكن الأمر كذلك مع المسيح؟ لقد سمعه الناس يتكلم كما لم يتكلم إنسان قط. لقد آمن البعض به، ولكن «قال كثيرون منهم: به شيطان وهو يهذي، لماذا تستمعون له؟» ( يو 10: 20 ). إنهم لم يستطيعوا أن يخفوا بُغضتهم له. وما يزال المسيح إلى الآن موضوع بُغضة لا يستطيع الناس أن يخفوها. إننا نجد سيلاً مستمرًا من التهجم على اسمه المبارك، وإنكارًا واضحًا لشخصه الكريم، ورفضًا لعمله، من جهات متنوعة، وحتى من المتخفين تحت أقنعة دينية؛ الذين نجدهم كإخوة يوسف لا يستطيعون أن يتكلموا عنه بسلام. ولكن لنتذكر دائمًا أنه وراء «الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار» توجد «أعمال فجورهم التي فجروا بها» (يه15).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net