الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كهنوت المؤمنين
كونوا أنتم أيضًا مبنيين ـ كحجارة حية ـ بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح ( 1بط 2: 5 )
كل مؤمن حقيقي هو حجر حي في البيت، وكاهن في الكهنوت المقدس «مبنيين ـ كحجارة حية ـ بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا». ولكن يجب أن نتذكر أن كوننا كهنة شيء، وأن ندخل حقًا ونمارس الوظائف الكهنوتية شيء آخر. وأول ممارسة لكهنوتنا هي تجاه الله، بتقديم ذبيحة التسبيح، وهي «مقبولة عند الله بيسوع المسيح» (الآية5). لأنه هو رئيس الكهنة العظيم، كما تُعلن الرسالة إلى العبرانيين. وكل ما نقدم، نقدمه به، وهذا هو سبب قبولها لدى الله، لأنه هو وحده المختار والكريم في نظر الله (الآية6).

إلا أننا، يجب ألاّ ننسى أبدًا أنه ليس مختارًا وكريمًا، ولا مقبولاً من جهة الناس، بل على العكس مرفوض ومرذول. فالحقيقة هي أن الإنسان صار غير طائع ومتمرد (الآية7). فبدلاً من التوافق مع خطة الله، يريد الإنسان أن يسبق بخطط من عنده. وبدلاً من أن يقتنع ببيت الله، وبالدعوة أن يكون جزءًا فيه كحجارة حية، يريد الإنسان أن يبني بيتًا حسب فكره هو؛ بيتًا يتفق مع أفكاره الساقطة ويؤول إلى مجده هو. وعندما جاء الرب يسوع إلى الأرض، حاول الناس أن يُدمجوه في بيتهم وفشلوا. ولو أنه وافق على أن يتوافق مع أفكار البشر، لاختلف الأمر، أي لسُرّوا أن شخصًا عظيمًا كهذا يصير مؤيدًا، أو حتى مطورًا، للحكم الروماني، أو الفلسفة اليونانية، أو الديانة اليهودية. ولكن لأنه جاء من قِبَل الله، فقد فضح حماقتهم، ولم يقبل شيئًا من أفكارهم. لقد كان حجرًا من نوع خاص، لم يكن هناك مكان يتوافق معه في أي هيكل يفخر به الإنسان. وبذلك صار «الحجر الذي رفضه البناؤون» و«حجر صدمة وصخرة عثرة» بالنسبة للمتكبرين الذين رفضوه.

ولذلك فنحن ككهنة لله في المسيح لسنا ـ مثلما لم يكن هو ـ جزءًا من أي بناء بشري، ولا ننتمي إلى أي نظام عالمي بشري، مع أن لنا وظيفة كهنوتية بالنسبة للعالم الذي نعبر فيه في غربتنا. فنحن «جنسٌ مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناءٍ» (الآية9). فنحن الذين اختارهم الله، وأفرزهم لنفسه. وفي الدهر الآتي ستُعلن طبيعة كهنوتنا الملوكي، عما هي عليه، ولكننا الآن مُكلَّفون بأن نعلّي اسمه، وأن نُخبر بفضائل (سمو) الله في هذا العالم العاصي.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net