الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف: خدمته وانفصاله
.. يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة، كان يرعى مع إخوته الغنم وهو غلامٌ عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي أبيه.. ( تك 37: 2 )
كان يوسف غلام في السابعة عشرة من عمره، يرعى الغنم مع إخوته، ويخدم عند بني بلهة وبني زلفة. ولا يمكن أن يصل أحد للمكان الأول إلا عن طريق الخدمة، حسب قول الرب: «مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا. ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبدًا» ( مت 20: 26 ، 27). وفي هذا فإن الرب نفسه هو المثال الكامل لِمَا يُعلِّم به، لأنه استطاع أن يقول: «ولكني أنا بينكم كالذي يخدم» ( لو 22: 27 ). ولأنه أخذ صورة عبد، وأطاع حتى الموت، موت الصليب، لذلك رفَّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم.

ولكن بداية قصة يوسف تتكلم عن نواحِ أخرى عن المسيح؛ فمثل موسى وداود من بعده، كان يوسف راعيًا للغنم قبل أن يكون راعيًا وقائدًا للناس. فلمدة أربعين سنة كان على موسى أن يكون راضيًا بأن يرعى الغنم في البرية، قبل أن يصبح قائدًا لشعب الله في البرية. كذلك مكتوب عن داود أن الرب «اختار داود عبده، وأخذه من حظائر الغنم ... أتى به ليرعى يعقوب شعبه وإسرائيل ميراثه» ( مز 78: 70 ، 71). وهكذا فإن هؤلاء القديسين كان فيهم ظلال لراعي الخراف العظيم، ليس في طبيعة الخدمة فقط، بل أيضًا في أسلوبها.

وبالنسبة ليوسف فإن الخدمة مع إخوته لا تعني بالضرورة الاشتراك في شرهم. فكالخادم الأمين كان قريبًا جدًا منهم، وكالرجل البار كان بعيدًا بالتمام عنهم. خدمته استدعت تواجده مع الآخرين، أما صفاته فجعلته منفصلاً عنهم وموبخًا وكاشفًا لشرورهم. ولذلك فإنه أتى بنميمتهم الرديئة إلى أبيه.

وهكذا كان الأمر مع المسيح المُخلِّص الكامل، فنعمته أتت به ليكون قريبًا منا في كل احتياجاتنا، وقداسته جعلته منفصلاً عن كل خطايانا. إن حاجتنا المُلِحّة من جهة، ونعمته الغنية من جهة أخرى، جعلتاه يجول للخدمة بين الجموع المحتاجة، ومع ذلك فإن قداسته من جهة وخطايانا من الجهة الأخرى جعلتاه وحيدًا وغريبًا في الأرض. كالخادم الكامل كان قريبًا من كل مَنْ يحتاج إليه، وكالإنسان القدوس كان بعيدًا عن الكل. إن محبته جعلته يدخل بيوت المحتاجين، وقداسته تركته دون أن يكون له بيت ( مت 8: 20 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net