الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عاملون بالكلمة
.. اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلِّص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ( يع 1: 21 ، 22)
يجب أن نتذكَّر أننا باكورة خليقة الله، المولودين منه ( يع 1: 18 ). ولذلك، لا يجب فقط أن نكون نماذج لخلائقه، بل يجب ـ مع أننا خلائق ـ أن نكون مُشابهين لذلك الذي هو أبونا. فعلينا أن نطرح كل شر، وأن نقبل الكلمة بوداعة (الآية21). فنحن أساسًا وُلدنا بالكلمة، ثم نستمر في قبولها بوداعة. هذان الأمران يَرِدان أيضًا في 1بطرس1: 23- 2: 2 فيقول: «مولودين ثانيةً ... بكلمة الله» ويحرّضنا: ”كأطفال مولودين الآن (أي مولودين حديثًا)، علينا أن نشتهي لبن الكلمة عديم الغش“.

ويصف الرسول يعقوب، كلمة الله أنها «مغروسة» (الآية21). وهذا يفترض أن جذورها قد تعمّقت فينا وترعرعت لتصير جزءًا منا. وهذا عكس ”أن تدخل من أذن وتخرج من الأخرى“. لأنه إذا كانت الكلمة تمر مرورًا عابرًا في أذهاننا، فإنها لن تترك الكثير فيها، أو قد لا تترك شيئًا على الإطلاق. أما إذا غُرست فينا، تكون قادرة أن تخلِّص نفوسنا. والفكر الأساسي هنا هو تخليص أنفسنا من فخاخ العالم، والجسد، والشيطان. وهو خلاص نحتاجه جميعًا لحظة فلحظة.

وفي الآية22 نجد شيئًا ثالثًا. فليس المطلوب الإسراع في الاستماع لكلمة الله فقط، ولا أن تُغرس فينا فحَسب، بل أن نعمل بها. فأولاً، الأذن تسمع لها، ثم القلب تُغرس فيه، واليد تكون تحت سيطرتها، وبذلك يعبَّر عنها من خلالنا. وعندما يتحقق الأمر الأخير، تكون الكلمة فاعلة وفعالة فينا. أما إذا كان السمع لا يؤدي إلى العمل، يكون الاستماع بلا جدوى.

ولكي يُعزز هذه الحقيقة، يستخدم الرسول يعقوب صورة مُعبرة (الآيتان 23، 24). فعندما يقف رجل أمام مرآة تنعكس صورته عليها، طالما هو واقف أمامها. ولكن لم يُغرس شيء باقٍ في المرآة. فوجهه انعكس عليها، ولكن دون أي تأثير باقٍ في المرآة، التي لم يتغير فيها شيء على الإطلاق. وما أن يرحل الرجل من أمام المرآة، تختفي صورته، كأنها لم تكن. هذا يحدث بالضبط، عندما يكتفي الإنسان بسماع الكلمة، دون أي تفكير في طاعتها. فإنه نظر الكلمة ومضى وللوقت نسيَ. ولكن من الناحية الأخرى، إذا لم نكتفِ بالنظر إلى الحق، بل ثبتنا فيه، وبالتالي صرنا عاملين طبقًا له، نكون مغبوطين في عملنا (الآية25).

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net