الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله مُتحكم في الظروف
وكان بعد مدة من الزمان أن النهر يبس ... ( 1مل 17: 7 )
هذا يعني أن الله في صلاح عنايته يجري الأمور حسب مشورة رأيه، وبدون إذنه لا يحدث شيء، ولا حتى سقوط عصفور إلى الأرض ( مت 10: 29 ).

فكم هو أمر مُعزٍ لأولاد الله ليطمئنوا على سلامتهم، لأنه لا توجد صُدفة مع الله، بل الإنسان هو الذي يُفاجأ بالأحداث دون إرادته، لكن كل ما يحدث في العالم هو ما حدده الله من البدء ( أع 2: 23 ). فاجتهد عزيزي القارئ لتتذكر هذه الحقيقة كلما وقعت في ضيق أو ألم، فإن كنت من أولاده، فثق أنه رتب لكل هذا برحمته وصلاحه.

وربما تعني «مدة من الزمان» سنة كما نجدها دائمًا في الكتاب، ويُقال إن كلمة «كريث» تعني ”جدوبة“. لأن كريث سرعان ما ينضب أكثر من أي جدول آخر، وعلى الأرجح أن مصدره كان شلالاً من الجبال ينهمر ليتجمع فيه ـ أي أن مصدره طبيعي وإلهي، وحيث إن الله قد حقق قصده في النبي، فها وقت رحيله إلى مكان آخر قد آتى، فكانت يبوسة الجدول هي الناقوس للرحيل. ولأن «هيئة هذا العالم تزول» ( 1كو 7: 31 ) «فليس لنا هنا مدينة باقية» ( عب 13: 14 ). فالتغير والفساد هو الختم المشترك على كل ما في الأرض وليس دائم تحت الشمس، لذلك لا بد أن نكون على استعداد لتغير الظروف المفاجئ. فكريث لن تجري إلى الأبد، حتى للنبي الذي عليه أن يشعر بالكارثة التي أنبأ عنها. نعم، فليس غريبًا أن يُجيز الله أولاده الأحباء في الكوارث العامة مع الأشرار رغم أنه هناك فرق في نفعها وهدفها بالنسبة لهم، لكنها تتساوى في آلامها. إننا نعيش في عالم تحت لعنة الله القدوس، فلا مفر من الضيق طالما نوجد فيه. وشعب الرب رغم أنهم هدف المحبة الأبدية، إلا أنهم ليسوا معفيين منه. «كثيرة هي بلايا الصديق» لماذا؟ لأسباب متعددة وبطرق مختلفة، أحدها هي أن يخلع الرب قلوبنا من الأرضيات ويضعها على السماويات.

هل يا ترى اضطرب إيليا واكتئب حينما يبس كريث، وتساءل: هل الله نسيه، واعتقد أنه أخطأ بمجيئه إلى هنا؟ إن هذا يعتمد على مدى ثبات إيمانه. فلو كان ثابتًا لتأمل في صلاح الله الذي أطال مدة سريان هذا الجدول إلى هذا الوقت. فكم هو جدير بنفوسنا؛ بدل الأنين، أن نشكر الله على استمرار مراحمه معنا ـ خاصةً إذا وضعنا في اعتبارنا أنها هبة وأننا لا نستحقها على الإطلاق.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net