الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كفاكم
لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم ( 1بط 4: 3 )
كفاكم دوران بهذا الجبل.. ( تث 2: 3 )..كفاكم قُعُودٌ في هذا الجبل ( تث 1: 6 )
ثلاث آيات من كلمة الله، تربط بينهما كلمة واحدة، صغيرة في حجمها، كبيرة في معناها؛ هي كلمة «كفاكم»، من خلالها يوجه إلينا الرب رسالة هامة لتغيير مسار حياتنا نحو الأفضل في العلاقة الحية معه.

أولاً: زمان الحياة الذي مضى يكفينا: إن أثمن ما نملكه هو عمرنا، وما يمر منه لن يعود، وكل شيء نفقده على الأرض من الماديات يمكن أن نعوضه، إلا العمر فهو لا يُعوَّض، فإن كانت كل حياة القارئ العزيز، حتى هذه اللحظة، هي أنه يعيش يعمل إرادته وإرادة الناس، فهو خاسر زمنيًا، وهالك أبديًا لا محالة إن استمر في طريقه. ليتك تستمع لقول الله لك: «كفى». فلماذا لا توقف نزيف الخسارة الآن وفورًا. على أننا كمؤمنين أيضًا، كثيرًا ما نحيا عاملين إرادتنا أو إرادة الناس، مستقلين عن إرادة الله، وهذه هي الخطية. فهل ما يحكم قراراتنا هو رغبات المسيح أم رغباتنا؟ إنها فرصتنا اليوم لنستفيق ونعدل مسار خطواتنا بمعونة إلهنا.

ثانيًا: كفاكم دوران. كثيرًا ما ندور حول أنفسنا، وتقدير الناس لنا، أو حول رغباتنا، ربما حتى المشروعة أو المُلحّة علينا، وهذا معناه التقوقع، ونتيجته الحزن والكآبة وحرمان أنفسنا من التقدم إلى الأمام نحو الهدف ( في 3: 14 )، ويجعلنا نخسر نمونا الروحي ونحن نسعى خلف المسيح لنعرفه أعمق ( 1بط 4: 3 ). كفاكم دوران حول النفس أو حول الرغبات أو حول الناس! تقدموا إلى الأمام يا شعب الله! إن أمامكم رحلة، وأمامكم بركات تنتظر الامتلاك ومن ثم التمتع، فلماذا يضيع العمر هباءً؟!

ثالثًا: كفاكم قعودًا. وهذه الحالة قد تصور لنا الكسل وحب الاسترخاء من جهة، وقد تمثل لنا ـ من الناحية الشخصية ـ تعبًا أو فشلاً أو سقوطًا، دون أن يعاود الإنسان القيام لاستكمال المسيرة وكلا الأمرين قطعًا مُحزن. تمر السنون والحال على ما هو عليه، لا تقدم ولا نمو ولا امتداد للخدمة، ولا تمتع بالبركة، بل انكفاء على النفس واكتفاء بما وصلنا إليه! أية حياة هذه؟ وأية لذة تحملها إلى صاحبها؟ وأية بركات يجنيها مَن حوله منها؟ إنها والعَدَم سواء!

ليت الرب يعود فيُحيينا، ولنسمع تحريض الوحي الثمين «استيقظ أيها النائم، وقُم من الأموات فيُضيء لك المسيح» ( أف 5: 14 ).

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net