الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا أفعل لكي أخلُص؟
.. وقال: يا سيديَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص؟ فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنت وأهل بيتك ( أع 16: 30 ، 31)
نحن نعتقد بالطبيعة أن شعورنا بشرورنا هو الحافز لنا على إجهاد أنفسنا بطريقة أو بأخرى لكي نُخلِّص أنفسنا من هذه الشرور. وفي هذا السؤال: «ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص؟» نجد أيضًا الدليل على أن النفس تعترف بجهلها وتبدأ تأخذ مركز مَن يريد أن يتعلم بدلاً من أن تبقى مكتفية بذاتها. وفي نفس الوقت هناك تناقض كبير في ذات التعبير لأني إن كنت كغريق أستغيث طالبًا النجدة لكي يجتذبني شخص آخر واقف على الشاطئ، فحينئذٍ أنا أخلُص بواسطة ذراع الذي يجتذبني من الماء، والذي أنا أرحب وأتشبث بمساعدته التطوعية، ولا أخلُص بشيء أفعله أنا أو أقوم به بنفسي.

وماذا كان جواب بولس على صيحة السجان؟ «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص». لم يرشد الرسول بولس السجان إلى الصلاة من أجل الخلاص، لأن الصرخة المُرّة التي صرخها السجان «ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص» كانت هي في الحقيقة الصلاة الوحيدة المليئة بالتعبير عن حاجة النفس إلى الخلاص.

كذلك لم يُخبره الرسول أنه بعد توبته الشاملة وإصلاح حياته، قد يرجو أن يخلص في النهاية، بل إن الرسول في الحال أشار إلى الخلاص السريع المباشر في نفس الوقت، بمجرد أن يثق ذلك الخاطئ المسكين المقتنع بحالته في المخلِّص؛ الرب يسوع المسيح. هذا إعلان مُطلق «آمن ... فتخلُص».

نعم، لقد أُقتيد لأن يعهد بأمر خلاصه بالكُلية إلى شخص آخر هو الرب يسوع. وهكذا كلَّمه بولس وسيلا بكلمة الرب هو وجميع مَنْ في بيته. وفي تلك الليلة نفسها تهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله. لم يكن ينبغي له أن يبقى في عدم اليقين أيامًا أو أسابيع ، ولم يكن من الضروري له أن يذهب إلى هنا أو إلى هناك ليسمع مواعظ كثيرة أو محاضرات، بل بكل بساطة آمن بالله ـ أي وَثق في المخلِّص الذي أرسله الله. لقد اعتبر أن الله لا يمكن أن يقدم للعالم مخلِّصًا غير قادر أو غير كفء للخلاص الشامل السريع الكامل. أو مخلِّصًا أنجز جزءًا من العمل وترك الباقي ليفعله الخاطئ، بل آمن أن الله اختار ابنه الواحد معه في الجوهر والكمال لكي يكون مخلِّصًا، حتى يكون الخلاص كاملاً وفعّالاً، وهكذا تهلل في يقين التأكيد من أن كل شيء قد أكمله لأجله شخص آخر.

ج.ر. ميلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net