الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تطويبات الملك
طوبى للمطرودين من أجل البر.... طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي كاذبين ( مت 5: 10 ، 11)
تُرى ما الذي يمكننا أن نفهمه من قول الرب في التطوبين السابقين «طوبى للمطرودين من أجل البر ... طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم»؟ إنه يعني أن لعنات الإنسان وبركات المسيح تستقر على الأشخاص أنفسهم! فأولئك المُحتقرون لأجل برهم ولأجل نسبتهم للمسيح، هم بعينهم الذين يطوبهم المسيح هنا!! أ توجد صورة تعبِّر عن مدى انحراف الإنسان عن الله مثل هذه الصورة؟!

لكن هناك شيئًا آخر مُلفتًا للنظر. فلقد كان آخر تطويب ذكره المسيح قبل هذا التطويب، هو «طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون»، وبعدها مباشرة يقول: «طوبى للمطرودين من أجل البر». أ يمكن أن تكون هناك صورة تجمع الأبيض والأسود معًا مثل هذه الصورة؟! فالمؤمن في كل خطوات حياته يسعى إلى السلام، فيُقابل من الجانب الآخر بالاضطهاد من أجل البر، كقول المرنم: «أنا سلام ... وحينما أتكلم فهم للحرب» ( مز 120: 7 ).

عندما أراد الملك الشرير أخآب أن يُطمئِن نفسه قبل ذهابه للحرب: هل نذهب أم لا. فمَنْ يسأل؟ لقد كانت المملكة كلها مثل ملكها متجهة إلى الأوثان، ولم يكن سوى رجل واحد أمين ممكن أن يسأله عن كلام الله، هو ميخا بن يملة. لكن ماذا قال الملك الشرير عن هذا الشاهد الأمين؟ «بعدُ رجلٌ واحدٌ لسؤال الرب به، ولكني أُبغضه» ( 1مل 22: 8 ). هذا هو موقف العالم العدائي المستمر ضد الشاهدين للحق.

من البداية قام قايين على أخيه هابيل وقتله. ولماذا قتله؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة. إنها إذًا القصة القديمة للعداوة بين نسل المرأة ونسل الحية. وما زال مَنْ يريدون أن يعيشوا بالبر، يقابلهم حتمًا الاضطهاد والسخرية والاحتقار من هذا العالم.

يذكر العهد الجديد قصة إسماعيل وإسحاق، فيقول الرسول بولس: «كان لإبراهيم ابنان ... الذي من الجارية وُلد حسب الجسد، وأما الذي من الحُرة فبالموعد ... ولكن كما كان حينئذٍ الذي وُلد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن أيضًا» ( غل 4: 22 - 29). ولا تسأل عن السبب لماذا اضطهده، فهذا هو السبب: أن هذا من الجسد، وذاك من الروح!

ونلاحظ أن الاضطهاد قد يكون اضطهادًا بدنيًا، لكن في بعض الأحيان يكون اضطهادً معنويًا. ففي العهد القديم يذكر أن إسماعيل كان يمزح أو يتهكم، لكن هذا التهكم يعتبره الوحي اضطهادًا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net