الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لِمَ كان ذاك؟!
( إش 53: 5 )
لِمَ كل هذه الآلام؟ لأن المسيح حَمَل الآثام، ومجد الله استدعى إدانة الخطية إذ لا مفر من أن يدين الله الخطية ولا مندوحة من ذلك، وأنَّى له أن يخلِّصنا وهو البار بدون أن يدين الخطية. الله البار يحب البر، ويسوع حَمَل خطايانا لأنه الإنسان الكامل الذي بلا خطية. الله أرسله لكي يخلِّصنا فأتى راغبًا قائلاً: «هاأنذا أجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 7 ). وإذ مجَّد الله كإنسان على الأرض أكثر من ثلاثين سنة، حان الزمان ـ وفقًا لمشورات الله ونعمته ـ أن يكون ذبيحة لأجل الخطية، وهكذا وُضع عليه إثم جميعنا. هذا هو علة ترك الله لمخلِّصنا المُحب الكامل، والسبب في موته لأن أجرة الخطية موت، فمات لأجل خطايانا حسب الكتب، وأقامه الله من بين الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماوات، مُكللاً بالمجد والكرامة.

إن التأمل في آلامه التي يعجز عنها القلم ويقصر دونها البيان، يذيب نفوسنا. فكِّر في حبه وحزنه وألمه وعاره وسحقه وتركه حتى يتصاعد هتاف الترنم من قلبك قائلاً: ”إني لأرى عُظم إثمي في كُربة نفسك البارة. وسمو وعظمة الفدية، لترسم أمامي انحطاط حالتي ودنسها وحقارتها“.

أيها القارئ العزيز .. ما هو تأثير هذه الرواية على نفسك، رواية الحب الذي بلا مثيل، والحزن الذي ليس له قرين؟ أ نعمة كهذه لا تحسب لها قدرًا ولا تجعل لها اعتبارًا؟ ألا يُذيب قلبك صراخ يسوع المُحب «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» أ تقرأ أو تسمع عن محبة فاقت كل تقدير وتعبير وأنت لا تتأثر؟ ألا تدري أنك إن رفضت هذا المخلِّص الكريم وعمله الكفاري على الصليب، فلا مناص من أن تُترك من الله وتُنفى من محضره المبارك إلى أبد الآبدين، ويستقر عليك غضبه؟ هو مات عن الخطاة، وهو في المجد يقبل الخطاة ويُخلِّصهم.

ارفعٍ القلبَ إليهِ وتأملْ حبَّهُ
واتركِ الفكرَ لديهِ ليُناجي فضلَهُ
وقريبًا سنراهُ ونرَى أمجَادَهُ
ونظلُ للدُهورِ شاكرينَ فضلَهُ

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net