الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عودان من القش
... إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كف من الدقيق... وقليل من الزيت ... وهأنذا أقش عودين لآتي وأعمله لي ولابنيَّ لنأكله ثم نموت ( 1مل 17: 12 )
كثيرون من المؤمنين في أيامنا يُشبهون أرملة صرفة صيدا قبل أن تتقابل مع إيليا، إذ لا يعرفون شيئًا عن قيمة الخدمة التي يريدهم الرب أن يقوموا بها لمجد اسمه هنا. فهم يصرفون جل وقتهم بحثًا عن عودين من القش، حاسبين أن ما يمتلكونه من دقيق في الكوار، وما لديهم من زيت في الكوز، فيه كفايتهم للموت، ولكنه ليس كفايتهم للحياة. إنهم لا يدركون حقيقة امتلاكهم لربنا يسوع المسيح وللروح القدس كموارد الإيمان التي لا تنضب، والتي لم يكن الدقيق والزيت إلا رمزًا لها. ولذلك فهم يجولون بعيونهم فوق الأرض وليس لهم من غرض في تدينهم إلا أن يعدّوا أنفسهم لساعة الموت، الذي سواء أ كان قريبًا أو بعيدًا منهم، إلا أن شبحه يظل جاثمًا أمامهم ولا يبرح خياله من أذهانهم.

هؤلاء هم الذي يقرّون وهم أحياء أيضًا بأنهم ليسوا إلا موتى، ولم يختبروا قط كم هو سعيد أن يقول المؤمنون أمام الموت: نحن أحياء، بل وكم هو أفضل وأسمى أن نؤهل للحياة من أن نعدّ أنفسنا للموت.

لقد تقدم النبي إلى الأرملة وطلب منها خبزًا وماءً، وإذ كان كل ما لها قد انتهى ولم يتبقَ لديها إلا أكلة واحدة بعدها تصبح هي وابنها على حافة القبر، أجابت: «حيٌ هو الرب إلهك، إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كفّ من الدقيق في الكوار، وقليلٌ من الزيت في الكوز، وها أنذا أُقش عودين لآتي وأعمله لي ولابنيَ لنأكله ثم نموت».

أجاب إيليا: «لا تخافي». ويا لها من عبارة جميلة تدل على مقدار سمو إيمانه، فمع أن المجاعة كانت على أشدها، وقد بلغت المرأة، التي أُرسل إليها، أعمق حالات الفقر؛ إلا أنه قد ذهب إلى هناك باسم الرب وبحسب أمره، لا ليموت بل ليحيا. وما أشبه عودي الأرملة الأممية بفلسي الأرملة الإسرائيلية اللذين ألقتهما في خزانة الرب. وكما مدح الرب هذه المرأة قائلاً إنها ألقت أكثر من الباقين، كذلك العودان اللذان كانت المرأة الأممية تجمعهما، وهي في أشد حالات اليأس، الذي يظهر عادةً على مُحيا المرء في اللحظات التي تسبق الموت، قد استخدمهما الله لتتقابل مع النبي، وللحصول على فيض نعمة الله لإعالتها هي وكل بيتها. وكان هذا أيضًا إعلانًا مقدمًا عن رحمة الله ونعمته اللتين كان مزمعًا أن يعلنهما للأمم في العهد الجديد.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net