الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قال إنه «ابن الله»
فسأله رئيس الكهنة أيضًا وقال له: أ أنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو ( مر 14: 61 ، 62)
لقد طرح رئيس الكهنة ”قيافا“ سؤالاً مُحددًا على المسيح في أثناء محاكمته له، ليُجيب المسيح عليه بنعم أو لا، إن كان المسيح هو «ابن الله»، فأجابه المسيح قائلاً له: «أنا هو». فكانت النتيجة أن «مزَّق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهودٍ؟ قد سمعتم التجاديف! ما رأيكم؟ فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت» ( مر 14: 63 ، 64).

هذه الكلمة «ابن الله» تعني في مفهوم اليهود أنه المُعادل لله ( يو 5: 18 )، ولقد فهموها هم بهذا المعنى، والرب لم يصحح لهم مفهومهم، ولو أنهم بكل أسف ـ في عمى عدم الإيمان ـ رفضوا الإيمان بهذه الحقيقة، وصلبوه باعتباره مجدفًا لأنه قال ذلك عن نفسه.

هذا التعبير الذي أثار حنق رئيس الكهنة الشرير، هو وبطانته، ورَدَ عن المسيح في العهد الجديد ما لا يقل عن خمسين مرة. ومع أن المسيح بصفة عامة لم يُشِر إلى شخصه أنه ابن الله، إلا فيما ندر، ومع ذلك فقد عرفه الكثيرون كذلك، إذ لاحظوا عظمة شخصه وسمو أمجاده.

مرة قال عن نفسه لليهود: «فالذي قدَّسه الآب، وأرسله إلى العالم، أ تقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟» ( يو 10: 36 ). وفي مناسبة أخرى قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه، مُعادلاً نفسه بالله» ( يو 5: 17 ، 18).

ومرة أخرى سأل الرب تلاميذه قائلاً: «مَن يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟». ومن ردود التلاميذ نفهم أن البشر قالوا عن المسيح كلامًا حسنًا، في مُجمله أنه «واحد من الأنبياء»، لكن المسيح لم تُسرّه هذه الإجابة، وكأنه كان ينتظر شيئًا أفضل بعد كل ما عمله بينهم. لذلك فإنه سأل تلاميذه: «وأنتم، مَن تقولون إني أنا؟» فأجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». والرب طوَّب بطرس لأن الآب أعلن هذا له، مما يدل على أن هذا الإعلان: «المسيح ابن الله» يختلف تمامًا عما وصل إليه باقي الناس من أن المسيح هو «واحد من الأنبياء»، وإلا فعلامَ كان التطويب لبطرس؟

ونحن نلاحظ أن المسيح لم يندهش لإجابة بطرس السابقة، وكأنه يُفاجأ بها، ولا طَرَب لها وكأنها تكريم لم يكن يتوقعه، ولا هو اعترض عليها، بل إنه بكل بساطة طوَّب صاحبها ( مت 16: 17 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net