الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوشيا وإزالة الرجاسات
وفي السنة .. ابتدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل.... وكسَّر السواري.... وهدم المذابح ... ودق التماثيل ناعمًا ( 2أخ 34: 3 - 7)
في 2ملوك23 نجد قائمة تفصيلية عن الأرجاس التي كان على يوشيا، ذلك الخادم المكرس لله أن يزيلها، والتي تُرينا المسافة الهائلة التي يمكن أن يصل إليها حتى رجال الله عندما يبتعدون ولو بدرجة صغيرة عن سلطة الوحي المقدس. وهذا في الحقيقة درس عظيم الأهمية. ففي اللحظة التي يبتعد فيها الإنسان عن الوحي قيد شعرة فلا حد للتطرف الهائل الذي يمكن أن يندفع إليه.

ونحن نندهش كيف أن رجلاً مثل سليمان يمكن أن يُقاد إلى أن يبني «المرتفعات .. لعشتاروث رَجاسة الصيدونيين، ولكموش رجاسة الموآبيين، ولملكوم كراهة بني عمون» ( 2مل 23: 13 ). ولكنه إذ بدأ بمخالفة كلمة إلهه في الذهاب إلى تلك الأمم ليأخذ منها زوجات، سقط بكل سهولة إلى أحط غلطة بإدخال آلهتهم ( 1مل 11: 1 - 8).

لكن دعنا أيها القارئ المسيحي نتذكر أن كل الضرر وكل الفساد والارتباك، وكل الخجل والخزي كان مبدؤه نسيان وإهمال كلمة الله. وهذه حقيقة خطيرة وفعالة وتفوق حد التعبير. ولقد كانت على الدوام خطة الشيطان الخاصة أن يقود شعب الله بعيدًا عن الوحي، وهو يستعمل كل وسيلة لهذا الغرض؛ فيستعمل التقاليد، وما يسمونه بسلطة الكنيسة، واللباقة، والتدليل العقلي، والرأي العام، والشهرة، والنفوذ، والأخلاق، والمركز، والفائدة العامة، كل هذه يستعملها لكي يبعد القلب والضمير بعيدًا جدًا عن الكلمة الذهبية والشعار الإلهي الأبدي «مكتوب». وكل تلك الكومة من الأرجاس التي قدر الملك الفتى المكرس أن «يدقها» ويسحقها «ناعمًا» كلها سببها الإهمال الفظيع لتلك الكلمة الثمينة للغاية. وما كان يهم يوشيا أن تلك الأشياء كانت تمتاز بصفة كونها أثرية أو بطابع سلطة آباء الأمة اليهودية، ولا هو تأثر بفكرة أن هذه المذابح والمرتفعات وتلك السواري والتماثيل يمكن أن تُعتبر براهين على رحابة القلب واتساع الفكر والحرية التي ترفض كل تضييق وتعصب وعدم احتمال، والتي لا يمكن أن تنحصر داخل الحدود الضيقة للشريعة اليهودية بل يمكن أن تمتد خلال العالم المتسع جدًا وتضم الكل في دائرة المحبة والإخاء. لا شيء من هذا أثَّر على يوشيا كما نعلم لأنها لم تكن مبنية على القول: «هكذا يقول الرب» وكان عليه أن يعمل معها شيئًا واحدًا وهو أن «يدقها ناعمًا».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net