الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصداقة الحقيقية
وفي اليوم الآخر أقبلنا إلى صيداء، فعامل يوليوس بولس بالرفق، وأذن أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل على عناية منهم ( أع 27: 3 )
يستطيع الأصدقاء أن يفرحوا معًا وأن يحزنوا معًا، وفي لوقا15: 6، 9 صورة لمثل هذا الفرح. عندما وجد الراعي الخروف الضال جمع أصدقاءه ليشاركوه فرحته. وبالمثل فعلت المرأة عندما وجدت الدرهم المفقود. إلا أن القلوب غير الروحية ـ للأسف ـ لا تعرف مثل هذا الفرح، بل غالبًا ما تحسد مَن يجدون عندهم نجاحًا روحيًا أو ماديًا، مثل شاول أول ملوك إسرائيل الذي غضب لأن النساء مدحن انتصارات داود ( 1صم 18: 6 - 9)، وبالمثل حسد قادة إسرائيل الرب يسوع بسبب قوته وشعبيته لدى الناس العاديين ( مت 24: 18 ).

إن الصداقة الحقيقية تُسرُّ بمشاركة فرح الآخرين، ويقول الكتاب عن جسد المسيح «إن كان عضوٌ واحدٌ يُكرم، فجميع الأعضاء تفرح معه» ( 1كو 12: 26 ).

عندما كان بولس سجينًا في طريقه إلى رومية، توقفت السفينة في صيداء، وسمح له قائد المئة «أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل على عناية (إنعاش) منهم» ( أع 27: 3 ). ولا نعلم مَن مِن هؤلاء الأصدقاء كان في صيداء إذ لا يوجد في الكتاب ما يشير إلى شهادة مسيحية هناك، إلا أننا نستطيع أن نتصوّر أية مسرة كانت لبولس أن يكون وسط أصدقائه. ولا شك في أننا مررنا باختبارات مُشابهة، إنعاش مؤمنين لهم نفس الفكر في عالم قاحل ليس بوسعه أن يقدم إنعاشًا روحيًا. لقد كان فليمون واحدًا ممن يقدمون مثل هذا الإنعاش «لأن أحشاء القديسين قد استراحت (انتعشت) بك أيها الأخ» (فل7)، كذلك كان أنيسيفورس الذي مرارًا كثيرة أنعش بولس بحسب ما جاء في تيموثاوس الثانية1: 16، وأيضًا الأخوة الثلاثة؛ استفاناس وفرتوناتوس وأخائيكوس، الذين أنعشوا لا روح بولس فقط، بل أيضًا روح إخوة كورنثوس ( 1كو 16: 17 ، 18).

كيف ننعش الآخرين؟ ننعشهم، بكل تأكيد، بدفئنا ومحبتنا عندما نجتمع معًا. الحديث عن الأمور الطاهرة والأبدية أيضًا يجلب إنعاشًا كما يقول أمثال10: 11 «فم الصديق ينبوع حياة». إن في الصداقة، بكل تأكيد، مثل هذا الإنعاش المُتبادل. والأصدقاء الذين يُعتمد عليهم لا يُقدَّرون بثمن، فهم دائمًا بجانبك وقتما تحتاجهم، يمكنك أن تسألهم أن يفعلوا أشياء لأجلك وأن تعتمد عليهم لمساعدتك «يوجد محب (صديق) ألزق من الأخ» ( أم 18: 24 )، والضيق غالبًا ما يُثبت لنا مَن هم أصدقاؤنا الحقيقيون.

فرانك والاس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net