الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السؤال عن غرض الإحسان
فقال مردخاي أن تُجاوب أستير ... مَن يعلم إن كنت لوقت مثل هذا وصلتِ إلى المُلك؟ ( أس 4: 13 ، 14)
أتعجب من أن الإحسان لا يخلق عندنا حيرة وتساؤلات كما تفعل فينا الآلام! فنحن لم نتعود أن نسأل الرب، عندما يُحسن إلينا، أسئلة من هذا القبيل: لماذا يا رب أحسنت إليَّ كل هذا الإحسان؟ لماذا في هذا التوقيت؟ ولماذا أنا من دون بقية إخوتي؟ ما هو غرضك يا سيدي من وراء هذا الإحسان؟ وكيف أتصرف فيه؟

وعلى العكس من هذا تمامًا تجدنا، إن فاجئتنا الآلام، مُحمَّلين بمثل هذه الأسئلة، بل وبعشرات نظيرها، والتي تخرج أحيانًا عن حدود الاستفهام إلى حدود الاستنكار أو ربما الاستجواب!

أ لسنا نؤمن أنه كما أن لإلهنا الحكيم غرضًا من وراء الآلام، حتمًا له أيضًا غرض من وراء الإحسان؟ ثم كم من مرات فاجئنا إلهنا بإحسان عظيم لم نفهم له غرضًا وقتها ولم نعرف له معنى يومها، لكن ثبت مع الأيام، أن ما بدا بلا غرض كان له غرض عظيم فهمناه فيما بعد؟! بل أكثر من هذا أ لم يحدث أننا عندما عُدنا بالذاكرة لنفحص الإحسان الذي نلناه منذ زمان، تعجبنا من روعة وحكمة إله النجاة، إذ اكتشفنا الدقة المُذهلة التي ميزت الإحسان، من حيث نوعه وحجمه وتوقيته، لكي يحقق بعد عدة سنوات الغرض الذي أُرسل لأجله بصورة كاملة الإتقان؟!

كثيرًا ما سمعت شخصيًا من أخ أو أخت مثل هذه الاختبارات، لقد أرسل الرب إليَّ مبلغًا من المال لم أكن وقتها في احتياج إليه، وبعد أيام قليلة ظهر فجأة الاحتياج! وآخر يقول: تعرفت صدفة على شخص ما، وضعه الرب في طريقي منذ عدة سنوات، وبعدها ببضعة شهور حدثت لي مشكلة ولم يكن هناك مَن يستخدمه الله لحلها سوى هذا الشخص الذي هداني الله لمعرفته! وثالث يقول: دفعني الرب دفعًا للهجرة، وكانت يد الرب معي في كل الخطوات، ولم أكن أعرف لماذا، وبعد عدة سنوات اجتزت في مرض لم يكن ممكنًا علاجه في بلدي. وبالطبع ليس معنى هذا أن كل مَن هاجر سيمرض، أو أن وراء كل إحسان تجربة! بالطبع: كلا، ليس بعد كل إحسان تجربة، لكن حتمًا قبل كل تجربة هناك إحسان! إحسان هو المنفذ الذي أعده إله النجاة، لاحتمال التجربة عند حدوثها. نعم، ما أروع إلهنا في قلبه! وما أروعه في حكمته! وما أجّله في علمه وسلطانه! له منا كل العبادة والسجود.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net