الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين ستكون في الأبدية؟
فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضًا ودُفن، فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ( لو 16: 22 ، 23)
إن أهم سؤال في الحياة هو هذا ”أين ستكون في الأبدية؟“. ما أكثر الأسئلة التي توجه إلى الإنسان من حين لآخر، وجميعها تنال شيئًا من اهتمامه، إما كثيرًا وإما قليلاً. ونحن بدافع المحبة العميقة والرغبة الخالصة من نحو فائدتك، نوجه إليك هذا السؤال الخطير، ألا وهو: ”أين ستكون في الأبدية؟“ إن هذا السؤال قد أعاره البعض ما يليق به من الاهتمام فنتج عن ذلك بركة لنفوسهم لا تُقدَّر، ولكن لا يزال الكثيرون بكل أسف يتجاهلونه ولا ينظرون إليه كشيء يستحق التفكير والاعتبار. دعني أسألك بكل محبة واحترام عن شعورك الشخصي من ناحية هذا الموضوع، وماذا كان تصرفك بإزائه حتى الآن. إنك لا تستطيع أن تتجنب هذا السؤال إلى النهاية، لأنه يرتبط بصميم مستقبلك. «أين ستكون في الأبدية؟“ نحن لا نجسر، ولا نريد، أن نسألك أين ستصرف الأبدية؟ ذلك لأن الأبدية لا تُصرف أبدًا، إنها عبارة عن مدة وجود الله، وكما يحيا الله الأبدي هكذا أنت وأنا ـ اللذان صنعنا الله على صورته وكشبهه ـ سنبقى إلى الأبد خالدين، إما في بهاء المجد ولمعانه، وإما في سواد الظلمة الخارجية الحالكة. ثق تمامًا أنه عن قريب، وقريب جدًا، ستأتي اللحظة التي فيها ينتهي الزمان بمقاييسه ويُفسح المجال للأبدية بخلودها ودوامها. ستكون أفراح السماء أبدية لا يعكر صفوها شيء، كما ستكون آلام وشقاوة بحيرة النار أبدية لا نهاية لها. يقول الرب عن الخطاة «حيث دودهم لا يموت والنار لا تُطفأ» ( مر 9: 44 ). وبكل تأكيد سأكون أنا وستكون أنت في أحد هذين المكانين إلى الأبد، ففي أيهما ستكون؟؟

نحن جميعًا سائرون بسرعة نحو الأبدية، فالوقت كقطار ركاب عظيم ممتلئ بالمسافرين من البشر، يسير نحو الأبدية بسرعة أكثر من سرعة البرق. لم ندخل إلى العالم بشيء وسوف لا نأخذ منه شيئًا عند خروجنا منه. تصرّف في نور هذا الحق. لا تسمح للأشياء الوقتية التي تُرى أن تتسلط عليك وتنسيك الأشياء الأبدية التي لا تُرى، فتكون تعاستك أخيرًا بكيفية لا يمكنك تصورها الآن.

وإننا نختم كلماتنا القليلة هذه التي نتمنى أن تكون ذات فائدة عُظمى لنفسك بتكرار هذا السؤال الخطير وهو: أين ستكون في الأبدية؟؟

وليم مكاي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net