الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سلة أول الثمار
فيأخذ الكاهن السلة من يدك ويضعها أمام مذبح الرب إلهك. ثم تصرِّح وتقول أمام الرب إلهك: أراميًا تائهًا كان أبي ( تث 26: 4 ، 5)
إن الساجد الحقيقي هو شخص متواضع. وفي الفصل المطروح أمامنا (تثنية26) لم يكن هناك مكان لكبرياء الجنس، والشكل، والمكان، وكان اعترافه «أراميًا تائهًا كان أبي»، فلم يعطِ لنفسه أي امتياز، ولم يكن فيه عقدة التسامي على الآخرين، ولم يحاول أن ينتفخ بأية صورة وهو يأتي إلى محضر الله، فتمجيد الذات لم يكن له مكان، والجسد لم يكن له محل، ذلك الجسد الذي قال عنه المسيح ”الجسد لا يُفيد شيئًا“ ( يو 3: 63 ). فلم يكن مسموحًا بمكان للغطرسة، لأن الإسرائيلي كان له أصل واحد «أراميًا تائهًا كان أبي». ونحن نعلم أنه ـ بالأسف ـ لا يوجد نظير للغطرسة الدينية، المُمثلة في الفريسي، الذي صلى هكذا مع نفسه: «اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس» ( لو 18: 11 ، 12).

وكل مؤمن يعمل حسنًا لو وضع هذا في قلبه وهو يتقدم إلى عرش الله القدوس، فالله يكره الكبرياء في أية صورة، وقد قال بلسان إشعياء: «لأنه هكذا قال العلي المرتفع، ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح، لأُحيي روح المتواضعين، ولأحيي قلب المنسحقين» ( إش 57: 15 ). ونقرأ ثانية «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 ). والكبرياء لا تتفق مع المؤمن لأنه كان خاطئًا خلَّصته النعمة، وأنه لولا نعمة الله كان مصيره حتمًا في الجحيم.

والساجد الحقيقي هو شخص يعطي الله. «ها أنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب. ثم تضعه (الثمر) أمام الرب إلهك، وتسجد» (ع10). فمن المُلاحظ في هذا الأصحاح أن الساجد لا يطلب شيئًا من الله، فهو لا يأتي إلى الله وعلى شفتيه طِلبة، ولكن يأتي وفي يديه تقدمة، وصحيح أنه أحضر إلى الله ما سبق الله وأعطاه إياه، إلا أن الله يفرح بالتقدمة ويحسبها له.

قفزت فتاة صغيرة إلى حِجر والدها وسألته خمسة جنيهات، ولما سألها أبوها عما سوف تفعله بالجنيهات الخمسة، أجابت ببراءة: إنني أريد أن أشتري لك هدية، فأعطاها أبوها ما طلبت، وفي اليوم التالي كانت الفتاة تقدم الهدية لأبيها الذي سبق ودفع ثمنها، ولا داعي أن نقول كيف قدَّر الوالد عاطفة ابنته وهديتها.

الفريد ب. جيبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net