الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باكورة من خلائقه
شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه ( يع 1: 18 )
في أفسس1: 4 نرى المؤمنين مختارين «فيه قبل تأسيس العالم (لكي) نكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة»، وفي رومية8: 29 نراهم معيّنين «ليكونوا مُشابهين صورة ابنه». وبينما ينتظر هذان القصدان تحقيقهما في المستقبل، فإن الآية المذكورة في يعقوب1: 18 تُرينا أن هناك قصدًا حاضرًا أيضًا؛ إنها تُبرز بوضوح أن لمشيئة الله قصدًا من ولادتنا، وهو أن «نكون باكورة من خلائقه».

إن غرض الله النهائي لهذا العالم هو أن يُحكم بالبر، إلا أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندما يأتي الرب يسوع ويؤسس ملكوته بالقوة والمجد. وفي هذا إشارة إلى مشهد بعيد مجيد، حيث ينتهي الشر تمامًا، وتتكون «سماء جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 )، ويفسح البر الألفي مكانًا للبر والسلام الأبديين. إنه بالارتباط بكل هذا يكون المؤمن «باكورة من خلائقه» الآن، ولهذا السبب وُلِدنا ثانيةً.

إن باكورة أي حصاد تنبئ بنوعية هذا الحصاد، وعلى المؤمنين أن يرسموا صورة، في كل كرامة البنوة، لا فقط ليقينية العالم العتيد، بل لطابعه أيضًا، وعليهم أن يفعلوا ذلك الآن وسط الخليقة الحاضرة.

لقد أصبح المؤمنون بالفعل «شركاء الطبيعة الإلهية» ( 2بط 1: 4 )، ويمكنهم أن يقولوا: «الآن نحن أولاد الله» ( 1يو 3: 3 )، وكل واحد منهم مسؤول عن أن يسلك بما يوافق الإظهار العملي لتلك الحياة. وقد كتب يعقوب عن الطرق التي توافق مشيئة الله السامية من ولادتنا، وأن الله يتوقع أن تكون حياة كل مؤمن متفقة مع تلك الحياة والعلاقة الجديدتين.

إن ما عمله الله مع المؤمنين وسط بقية خليقته، أنه جعلهم أفضلها وأولها «باكورة من خلائقه». الأفضل في كل شيء: في الاستقامة، والسلوك، والتصرف، والمظهر، والكلام، والتقوى، إلخ. أما من جهة الطابع فهم الأرقى، في تصرفاتهم، هم الأكثر رقة، ودوافعهم هي الأسمى، وفي الكرامة هم الأنبل، وهكذا. وفي الحقيقة قد اختارهم الله ووضعهم بنفسه في العالم لكي يُظهروا المسيح.

إن المسيح هو ما ينبغي أن تقدمه شفاهنا وحياتنا، وهو ما ينبغي أن نستعرضه بالقول والفعل وننقله إلى العالم بأسلوب حياتنا بصفتنا «رسالة المسيح مقروءة ومعروفة من جميع الناس» ( 2كو 3: 2 ، 3). هذا هو، بكل تأكيد، أعظم دور للمسيحي الحقيقي: أن يعيش يومًا فيومًا، وكل يوم، باكورة من خلائق الله ـ أفضلها وأولها جميعًا.

والتر ليكلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net