الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غني هلك وغني خلص
ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله!... فمَن يستطيع أن يخلص؟ .. غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ( لو 18: 24 - 27)
نقرأ في إنجيل لوقا 18، 19 عن شخصين كانا غنيين: الأول منهما هلك، والثاني خلص. وهكذا يتضح لنا أنه لا علاقة لأمر خلاص النفس من عدمه بمسألة الغنى والفقر، التعليم والجهل، بل هو متوقف على الإيمان القلبي والحقيقي بالرب يسوع وعمله على الصليب. ودعنا نتأمل الآن في بعض المفارقات بينهما:

أولاً: طريقة الوصول إلى الرب. لقد وصل الأول إلى الرب بسهولة، واستطاع أن يُجري معه حديثًا مُسهبًا ( لو 18: 18 - 23)، أما الثاني وهو زكا فقد وصل إلى الرب بصعوبة بالغة، إذ تسلق إحدى أشجار الجميز، لأنه كان قصير القامة، والجمع كان مزدحمًا حول الرب. وكان التسلق بالنسبة له مُحرجًا للغاية ( لو 19: 1 - 10).

ثانيًا: رد فعل كل منهما. ولقد اختلف الاثنان في رد فعلهما، فالأول لم يفعل ما طلبه الرب منه: «وزع على الفقراء»، أما الثاني ففعل دون أن يطلب الرب منه ذلك «ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين»، ومن هذا يتضح لنا نتائج الإيمان وعمله في القلب، فالأول رفض طلب الرب، لأنه لم يكن قد تغيَّر ولا خلص، إذ كان يعتمد على ما قاله عن نفسه: «حفظتها منذ حداثتي»، أما الثاني فنتيجة للإيمان والخلاص الذي حصل عليه فعل ما هو مطلوب، دون طلب، وهذا هو عمل الإيمان، إنه «الإيمان العامل بالمحبة».

ثالثًا: النتيجة التي حصل عليها كل منهما: فالأول قيل عنه: «فلما سمع ذلك حزن لأنه كان غنيًا جدًا» ( لو 18: 23 )، أما الثاني (زكا) فقيل عنه: «فأسرع ونزل وقبله فرحًا» ( لو 19: 6 ). ألا ترى عزيزي القارئ ـ الفارق الكبير بين الاثنين، فالأول ملأ قلبه الحزن رغم أمواله وغناه التي لم تجلب له يومًا السعادة أو الفرح، ولم تُعطِهِ قط ذرة سلام من جهة أبديته، وإلا ما كان قد سأل عما ينبغي أن يعمل لكي يرث الحياة الأبدية. فهل تستطيع كنوز الدنيا أن تعوض هذا الغني الهالك والتعيس، عن أبديته في العذاب الأبدي؟ كلا.

أما الثاني فملأ قلبه فرح لا يُنطق به ومجيد، إذ إنه قَبِلَ الرب في قلبه. ويا لها من سعادة لا توصف لمَن يقبل الرب مخلصًا لحياته! فلا تهمل يا عزيزي في خلاص نفسك.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net