الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خدمة الكرازة
لأنه إن كنت أُبشر فليس لي فخرٌ، إذ الضرورة موضوعة عليَّ، فويلٌ لي إن كنت لا أُبشر ( 1كو 9: 16 )
إن شعور بولس الرسول بالمسؤولية إزاء خدمة الكرازة بالإنجيل جعله يقول وهو يلقي نظرة إلى الحكماء والجهلاء معًا: «إني مديونٌ» ( رو 1: 14 ). لقد شعر بالواجب المقترن بهذه الوكالة وقدّر خطورة المسؤولية، فنادى قائلاً: «ويلٌ لي إن كنت لا أُبشر» ( 1كو 9: 16 ). وكم يمتنى الله أن يرانا جميعًا ـ كلاًّ بحسب طاقته ـ نشعر بنفس الشعور ولنا نفس الروح، سواء صاحب الوزنة الواحدة أو صاحب العشر وزنات!! وكما تُفرض المسؤولية على الفرد هكذا هي مفروضة على الكنيسة. فكل كنيسة لها وكالتها ورسالتها. لقد أُقيمت كمنارة، مهمتها ”إعطاء النور“، ورسالتها ”صيانة النفوس“ وسط ظلام العالم الهالك.

فالمبشر أو الخادم أو صاحب الموهبة أو موزع النبذ الذي يهمل عمله ويطمر وزنته طلبًا للراحة أو طمعًا في ربح عالمي سيسمع كلمات التوبيخ من فم سيده في يوم كرسي المسيح. والحق يُقال إنه لو كان المبشرون والخدام وأصحاب المواهب، وكل العاملين في حقل الرب، أمناء في الخدمة ومقدرين للمسؤولية التي على عاتقهم وشاعرين بوكالتهم على إنجيل نعمة الله، لَمَا بقى فرد واحد في البلاد لم يسمع خبر الخلاص. ولو قدّر شعب الله أهمية مركزهم في هذا العالم وخطورة مسؤوليتهم، لَمَا وجدنا المبشر المتكاسل ولا الخادم الفاتر ولا الاجتماعات الجافة ولا أماكن العبادة الخالية.

أيها المؤمن تأمل لحظة في أنك استؤمنت على أغلى وأهم وأعظم شيء. إن توصيل نسمات السماء إلى أموات في قبور الخطايا أمر يحتاج إلى سهر وتعب وجهاد وعمل متواصل. وكل مَن يشعر بوطأة مسؤوليته إزاء هذا الأمر تراه يحاول في كل وقت وفي كل مكان وبكل وسيلة أن يكلم الخطاة عن المسيح ويحذرهم ليهربوا من الغضب الآتي، ويبشرهم بمحبة الله وبخلاصه. وفي يوم المسيح وأمام كرسيه سيظهر أن نفوسًا عديدة قد خلصت بوسائل عادية بسيطة تُعتبر تافهة إذا قيست بطرق الخدمة المنتظمة المُحكمة الترتيب. نعم لأن الشخص الذي يسلم نفسه لله رغبةً في استخدامه، حافظًا نفسه في طريق مستقيم لا بد وأن يعمل به الله عملاً عجيبًا. وهل يعسر على الرب شيء؟ يستطيع الرب أن يجري قصده بخمسة حجارة مُلس، أو بلحي حمار طري، أو بأبواق من قرون الكباش.

أزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net