الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النار الغريبة
وأخذ ابنا هارون... كلٌّ منهما مجمرته وجَعلا فيهما نارًا ووضعا عليها بخورًا.. فخرجت نار من عند الرب وأكلتهما، فماتا.. ( لا 10: 1 ، 2)
إننا نقرأ عن النار الغريبة في لاويين10، وكيف كان من نتيجتها أن خرجت نار من عند الرب وأكلت ابني هارون. وبمقارنة ما ورد قبل هذا الحادث، وما ورد بعده، يمكننا أن نفهم الأمور بصورة أفضل. فقبل أن يُخبرنا عن النار الغريبة التي وضعها ابنا هارون في مجمرتهما، ذكر أن نارًا من عند الرب خرجت وأحرقت على المذبح المحرقة ( لا 9: 24 ). وبعدها مباشرة يذكر لنا أن ابني هارون قدما نارًا غريبة. ومن هذا نفهم أن المقصود بالنار الغريبة نار ليس مصدرها الرب.

ثم بعد هذه الحادثة مباشرة يَرِد التحذير لهارون وبنيه ألاّ يشربوا الخمر والمُسكر، عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع. فيبدو أن ابني هارون اللذين ماتا، لم يكونا في كامل وعيهما، وأنهما كانا تحت تأثير الخمر، فلم يميزا النار التي يجب أن يأخذاها، فماتا في الحال.

وحيث أن الوحي الكريم عقد مُباينة بين الخمر والروح القدس في أفسس5: 18 فإننا نفهم أننا لا يجب أن نكون تحت أي تأثير آخر، بخلاف تأثير الروح القدس، ليمكننا أن نقدم لله سجودًا مرضيًا ومُشبعًا له. لذلك فإننا لا نعتبره مظهرًا روحيًا على الإطلاق، ما اعتادت الكثير من المجموعات المسيحية من ممارسته في فرص الترنيم، من موسيقى صاخبة وآلات إيقاع تُثير الحماس الطبيعي والانفعالات الجسدية. هذه بكل يقين ليست نارًا من عند الرب، بل هي نار غريبة. نعم علينا أن نحذر من الخمر قبل السجود، علينا أن نحذر مما يثير الانفعالات والعواطف الجسدية، ويجعلنا هائجين، والبعض يسقط على الأرض في انفعالات زائدة. هذه كلها نار غريبة لم يأمر الرب بها. فقوة السجود هو الروح القدس، وأي شيء لا يُنشئه فينا الروح القدس، بل نستمده من مصادر أخرى يُعتبر نارًا غريبة.

إن النار التي أكلت الذبيحة عند مذبح النحاس هي بعينها التي كانت توقد البخور على مذبح الذهب ( لا 16: 12 ، 13). وكما أن النار التي من فوق مذبح المحرقة هي التي كانت تسبب تصاعد البخور فوق مذبح الذهب، هكذا فإن قديسي الله من صليب الجلجثة يستوحون تسبيحاتهم للفادي. وإن لم يكن كذلك فإنها نار غريبة لم يأمر بها الرب، والرب لا يطيقها على الإطلاق.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net