الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملك والعاجز
فسكن مفيبوشث في أورشليم، لأنه كان يأكل دائمًا على مائدة الملك. وكان أعرج من رجليه كلتيهما ( 2صم 9: 13 )
عندما استُدعى مفيبوشث إلى حضرة الملك داود «خرّ على وجهه وسجد» ( 2صم 9: 6 )، فدعاه داود باسمه وأظهر محبته لشخص نكرة مسكين. وهذا يذكّرنا بالترحيب الذي نلقاه، في عهد النعمة الحاضر، في محضر الله القدوس، الذي يشتاق لأن يُظهر لنا رحمته لأجل خاطر ابن محبته الغالي يسوع. وإن محبته غير المحدودة تتدفق بغزارة دونما انتظار لمقابل أيًا كان، مثلما يُعبِّر عنها الكتاب المقدس في يوحنا3: 16 «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية».

ولكن تُرى كيف كان يتحرك مفيبوشث إزاء عجزه؟ هل كان يجب أن يُحمل؟ أم أنه كان بإمكانه أن يزحف بنفسه على يديه ورجليه؟ هل كان مثلاً قادرًا على السير بعض الشيء إذ يعمل بيديه اتزانًا لنفسه؟ لا نعرف على وجه التحديد. لكن هذا هو الإنسان العاجز الذي دُعيَ إلى محضر داود الملك. وكم هو أعظم وأمجد إلهنا إذ يقول الوحي في رومية5: 8 «لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا»!

لقد وعد داود مفيبوشث بأن يُعيد إليه جميع حقول أبيه، وقرر أن يأكل على مائدته الملكية دائمًا كواحد من أبناء الملك. ولم تكن حقول شاول المُتسعة تهم مفيبوشث كثيرًا، فأن يكون على مائدة الملك وفي حضرته فذلك كان كافيًا له جدًا.

وإذ يجلس مفيبوشث على مائدة داود، ما كانت قدماه تظهران على الإطلاق. ولذلك فإن ما كان يراه داود وعائلته وضيوفه، هو وجه مفيبوشث المُبتهج المُشع! وكم هو عجيب أن يدعونا الله إلى وليمة بيته كي نجلس على مائدته، ونكون في محضره إلى أبد الآبدين. يا ليت وجوهنا تعكس محبة السيد ونعمته حتى ونحن في الغربة الآن في انتظار عريسنا السماوي.

لم يتخلص مفيبوشث من عجزه، ولكنه قد حُجب عن الأنظار. وهكذا الحال معنا إذ نؤمن أن الرب يسوع المسيح قد مات ليحمل إثمنا ودينونتنا. إذ يقول الكتاب المقدس إن الله أبعد عنا معاصينا كبُعد المشرق من المغرب ( مز 103: 12 ). ولقد وعد ربنا بالحياة الأبدية لجميع أولئك الذين يسمعون صوته وكلمته ويؤمنون بالذي أرسله؛ هؤلاء لا يأتون إلى دينونة، بل قد انتقلوا من الموت إلى الحياة ( يو 5: 4 ).

بل واير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net